وزير الثقافة المصري والأميرة اليابانية أكيكو يشهدان احتفالية المتحف الكبير بالأوبرا
في حدث يجسد عمق العلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر واليابان، استقبل الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة المصري، الأميرة أكيكو ميكاسا، التي حضرت إلى القاهرة ممثلةً عن إمبراطور اليابان ناروهيتو. جاء هذا الاستقبال الرسمي في إطار الاحتفالية الكبرى التي أقيمت بدار الأوبرا المصرية إيذانًا بافتتاح المتحف المصري الكبير، المشروع الحضاري الذي طال انتظاره والذي يمثل أيقونة للتعاون الدولي.

تفاصيل اللقاء والاحتفالية
جرت مراسم الاستقبال في أجواء احتفالية، حيث رحب وزير الثقافة بالأميرة اليابانية والوفد رفيع المستوى المرافق لها، مؤكدًا على أن هذه المشاركة تضفي زخمًا كبيرًا على هذا الحدث العالمي. وشهدت الاحتفالية التي استضافتها دار الأوبرا، أحد أبرز الصروح الثقافية في مصر، برنامجًا فنيًا وثقافيًا يعكس ثراء التراث المصري ويحتفي بالشراكة المثمرة مع اليابان.
وقد دارت المباحثات بين الجانبين حول أهمية المتحف كمركز عالمي للحضارة المصرية القديمة وجسر للتواصل بين الشعوب. وأعربت الأميرة أكيكو عن سعادتها البالغة بالمشاركة في هذه اللحظة التاريخية، مشيدة بالجهود المصرية الهائلة التي بُذلت على مدار سنوات لإنجاز هذا الصرح العظيم، ومؤكدة على اعتزاز اليابان بكونها شريكًا رئيسيًا في تحقيقه.
خلفية عن المشروع وأهميته
يُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث يقع على مقربة من أهرامات الجيزة ويستهدف عرض كنوز الحضارة المصرية بطريقة عصرية غير مسبوقة. ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون التي ستُعرض لأول مرة في مكان واحد. إن افتتاح المتحف لا يمثل حدثًا ثقافيًا مصريًا فحسب، بل هو إنجاز للإنسانية جمعاء يساهم في الحفاظ على التراث العالمي.
ولعبت اليابان دورًا محوريًا في تمويل وإنشاء المتحف من خلال قروض ميسرة قدمتها وكالة اليابان للتعاون الدولي (جايكا). لم يقتصر الدعم الياباني على الجانب المالي، بل امتد ليشمل تقديم الخبرات الفنية والتكنولوجية المتقدمة في مجالات متعددة، أبرزها عمليات ترميم ونقل القطع الأثرية الدقيقة والحساسة، بما في ذلك مركب خوفو وتمثال رمسيس الثاني.
دلالات الزيارة والعلاقات الثنائية
تكتسب زيارة الأميرة أكيكو ميكاسا أهمية رمزية ودبلوماسية كبيرة، حيث إن حضور عضو من العائلة الإمبراطورية اليابانية يعكس التقدير البالغ الذي توليه اليابان لعلاقاتها مع مصر ولأهمية المشروع على الساحة الدولية. وتعد هذه الزيارة تتويجًا لعقود من التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في القطاع الثقافي والأثري.
ويُظهر هذا الحدث مدى قوة ومتانة العلاقات المصرية اليابانية التي تقوم على الاحترام المتبادل والاهتمام المشترك بالتراث الإنساني. وقد شملت أوجه التعاون في مشروع المتحف ما يلي:
- الدعم المالي الكبير الذي ساهم في استكمال مراحل المشروع المختلفة.
- نقل التكنولوجيا والخبرات في مجال علوم المتاحف وترميم الآثار.
- تدريب الكوادر المصرية من مرممين وأثريين على أحدث التقنيات العالمية.
- التعاون في مجال التوثيق العلمي للقطع الأثرية.
التطلعات المستقبلية
مع اقتراب الافتتاح الرسمي للمتحف أمام الجمهور العالمي، تتجه الأنظار نحو الأثر الإيجابي الذي سيحدثه على قطاع السياحة في مصر، حيث من المتوقع أن يجذب ملايين الزوار سنويًا. ويمثل المتحف الكبير، بدعم من شركاء دوليين مثل اليابان، نقطة انطلاق جديدة لتعزيز مكانة مصر كوجهة ثقافية وسياحية رائدة على مستوى العالم، ويفتح آفاقًا أوسع للتبادل الثقافي والأكاديمي في المستقبل.





