وزير الثقافة يفتتح الدورة الـ 61 من "صالون القاهرة" بعنوان "المغامرون في الفن التشكيلي" ويؤكد دور الفن في تقدم المجتمعات وصون هويتها
افتتح الدكتور أحمد ف، وزير الثقافة، أمس، الدورة الحادية والستين من «صالون القاهرة» للفنون التشكيلية، وهو حدث ثقافي بارز يحتفي بالإبداع الفني في مصر. حملت الدورة الحالية عنوان "المغامرون في الفن التشكيلي"، وتهدف إلى تسليط الضوء على الأعمال الفنية الجريئة والمبتكرة التي تتجاوز المألوف. وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الوزير على الأهمية المحورية للفنون في بناء وتقدم المجتمعات، مشيرًا إلى أن الاهتمام بها يُعد مؤشرًا مباشرًا على مدى رقي الأمم وقدرتها على صون هويتها الثقافية الأصيلة.
خلفية وأهمية صالون القاهرة
يُعد «صالون القاهرة» أحد أقدم وأعرق الفعاليات الفنية في المنطقة، حيث تأسس منذ أكثر من ستة عقود، ليصبح منارة للفن التشكيلي المصري والعربي. لقد أُقيمت دورات الصالون بانتظام على مر السنين، مما رسخ مكانته كمنصة رئيسية لعرض أحدث التعبيرات الفنية في مجالات الرسم والنحت والتصوير الجرافيكي. كما لطالما مثل الصالون فرصة ذهبية للفنانين الشباب الصاعدين لتقديم أعمالهم إلى جمهور أوسع وللفنانين المخضرمين لاستكشاف آفاق جديدة في مسيرتهم الإبداعية، مما يعكس التزام مصر المستمر بدعم وتطوير الحركة الفنية والثقافية.
ميزات الدورة الحالية: "المغامرون في الفن التشكيلي"
تركز الدورة الحادية والستون، تحت شعارها الملهم "المغامرون في الفن التشكيلي"، على الأعمال التي تتميز بالجرأة في المفهوم والتنفيذ، وتتبنى رؤى فنية غير تقليدية. يشارك في المعرض نخبة من الفنانين الذين يشتهرون بتجاربهم الرائدة واستخدامهم لتقنيات ومواد غير مألوفة، مما يُثري المشهد الفني بتنوعه وعمقه. يهدف هذا التوجه إلى تشجيع الفنانين على التحرر من القيود التقليدية واستكشاف آفاق جديدة للتعبير، مما يسهم في دفع عجلة التطور الفني ويفتح بابًا للحوار النقدي حول ماهية الفن المعاصر ودوره في المجتمع.
تصريحات وزير الثقافة ودور الفن في المجتمع
في خطابه أمام الحضور، شدد وزير الثقافة الدكتور أحمد ف على أن الفنون ليست مجرد ترفيه، بل هي جوهر التقدم الحضاري ومكون أساسي للهوية الوطنية. وأوضح أن المجتمعات التي تولي اهتمامًا خاصًا بالإبداع الفني تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات وتطوير ذاتها، لأن الفن يعزز التفكير النقدي ويُنمي الوعي الجمعي. كما أكد أن الفن هو الذاكرة الحية للأمم، فهو يحفظ تراثها ويعكس قيمها وتطلعاتها، ويُسهم في تشكيل وجدان الأجيال القادمة. وأشار الوزير إلى التزام وزارة الثقافة بتوفير كل الدعم اللازم للحركة الفنية، وتقديم المنصات التي تتيح للفنانين التعبير عن رؤاهم بحرية وإبداع، مما يُعزز مكانة مصر كمركز إشعاع ثقافي وفني في المنطقة.
التأثير والآفاق المستقبلية
يُتوقع أن تُحدث الدورة الحالية من «صالون القاهرة» تأثيرًا كبيرًا في الأوساط الفنية والثقافية، مستقطبةً اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء. إن استمرار هذا الحدث العريق لأكثر من ستة عقود يؤكد على مرونته وأهميته الحيوية في المشهد الثقافي المصري. كما يُعزز هذا الصالون من مكانة مصر على خريطة الفن العالمي، ويُسهم في ترويج الثقافة والفن المصريين. من خلال دعم مثل هذه المبادرات، تسعى وزارة الثقافة إلى إثراء الحياة الفنية وتعميق الوعي الجمالي لدى الجمهور، مؤكدة على أن الفن هو الأداة الأقوى لبناء جسور التفاهم بين الشعوب والحضارات، ويظل حجر الزاوية في بناء مجتمع واعٍ ومستنير.





