ITI وGIZ يطلقان مبادرة وطنية لتدريب الشباب على تكنولوجيا ServiceNow لتعزيز فرص العمل
في خطوة تعكس التزامًا مشتركًا بدعم الكوادر الشابة وتطوير قدراتها في مجال تكنولوجيا المعلومات، وقّع معهد تكنولوجيا المعلومات ITI، التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، مذكرة تفاهم مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ فرع مصر. تهدف هذه المذكرة، التي تم توقيعها مؤخرًا، إلى إطلاق مبادرة وطنية طموحة تركز على تأهيل وتدريب الشباب المصري في تكنولوجيا ServiceNow المتقدمة، وذلك بهدف تعزيز مهاراتهم الفنية وتزويدهم بالخبرات اللازمة لسوق العمل المحلي والعالمي، بالإضافة إلى توفير فرص عمل حقيقية للمتفوقين.

خلفية الشراكة وأهدافها الاستراتيجية
تأتي هذه الشراكة في سياق تنامي الطلب على الكفاءات المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، ورؤية مصر الاستراتيجية للتحول الرقمي. يمتلك ITI تاريخًا طويلًا في تدريب وتطوير الكوادر الشابة في مختلف مجالات التكنولوجيا الحديثة، ويعتبر ركيزة أساسية في بناء القدرات الرقمية الوطنية. من جانبها، تعمل GIZ، وهي مؤسسة ألمانية رائدة في مجال التنمية الدولية، على دعم التنمية المستدامة في مصر عبر مجموعة واسعة من المشاريع، بما في ذلك بناء القدرات وتنمية المهارات، وخاصة في مجالات تخدم سوق العمل.
ترتكز المذكرة على عدة أهداف استراتيجية رئيسية:
- تأهيل متخصص: تدريب مكثف وموجه للشباب على منصة ServiceNow، التي تُعد إحدى المنصات السحابية الرائدة عالميًا في إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات (ITSM)، وإدارة سير العمل (Workflow Automation)، وإدارة علاقات العملاء (CRM).
- تعزيز القدرات: تطوير المهارات التقنية والفنية للكوادر الشابة لتمكينهم من التعامل مع تحديات العصر الرقمي ومتطلبات الصناعة.
- سد الفجوة: المساهمة في سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل الفعلية، لا سيما في التخصصات الرقمية الدقيقة.
- توفير فرص العمل: مساعدة الخريجين المتميزين على الحصول على فرص عمل لائقة، سواء داخل مصر أو في الشركات العالمية التي تتطلب هذه الخبرات.
- دعم الابتكار: تحفيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب من خلال تزويدهم بأدوات ومنصات تكنولوجية حديثة.
تكنولوجيا ServiceNow: لماذا هي مهمة؟
تُعد ServiceNow من المنصات المحورية في مشهد التحول الرقمي العالمي. توفر هذه المنصة السحابية حلولًا متكاملة لمؤسسات الأعمال الكبيرة والصغيرة لتحسين كفاءة العمليات، وأتمتة المهام، وتقديم تجارب خدمة استثنائية للعملاء والموظفين. يزداد الطلب على المتخصصين في ServiceNow بشكل مطرد على مستوى العالم، مما يجعل اكتساب هذه المهارة جواز سفر للشباب لدخول أسواق العمل ذات الدخل المرتفع.
تشمل أهمية التدريب على ServiceNow ما يلي:
- الطلب المتزايد: هناك نقص عالمي في المواهب المؤهلة في ServiceNow، مما يوفر فرصًا وظيفية ممتازة.
- تعدد الاستخدامات: تسمح المنصة بأتمتة مجموعة واسعة من العمليات التجارية، من تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية إلى خدمة العملاء وإدارة المشاريع.
- التعلم المستمر: توفر ServiceNow مسارات للتعلم والتطوير المستمر، مما يضمن بقاء المتدربين على اطلاع بأحدث التطورات.
- الشهادات المعترف بها: تؤهل البرامج التدريبية المعتمدة للحصول على شهادات دولية معترف بها تعزز السيرة الذاتية للمتدربين.
تفاصيل المبادرة وآلياتها المتوقعة
من المتوقع أن تشمل المبادرة برامج تدريبية مكثفة تغطي جوانب مختلفة من تكنولوجيا ServiceNow، بدءًا من الأساسيات وحتى المستويات المتقدمة في التكوين والتطوير والإدارة. ستصمم هذه البرامج لتكون عملية وتفاعلية، مع التركيز على المشاريع التطبيقية ودراسات الحالة الواقعية. سيعمل خبراء من ITI وبالتعاون مع متخصصين من GIZ والقطاع الخاص على تطوير المحتوى وتقديم التدريب.
كما ستتضمن المبادرة آليات لدعم التوظيف، بما في ذلك:
- جلسات توجيه مهني لربط المتدربين بالفرص المتاحة.
- ورش عمل لتنمية المهارات الشخصية (Soft Skills) اللازمة لسوق العمل.
- بناء علاقات مع الشركات المحلية والعالمية التي تستخدم منصة ServiceNow لتوظيف الخريجين.
- إمكانية تقديم تدريب عملي (Internships) داخل الشركات الشريكة.
الأثر المتوقع والنظرة المستقبلية
من المأمول أن تحدث هذه المبادرة تأثيرًا إيجابيًا وملموسًا على عدة مستويات. على الصعيد الفردي، ستمكّن الشباب من بناء مستقبل مهني واعد في قطاع حيوي ومتنامٍ. على الصعيد الوطني، ستسهم في رفد الاقتصاد المصري بكوادر رقمية مؤهلة، مما يعزز القدرة التنافسية للدولة في مجال تكنولوجيا المعلومات ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والابتكار.
تمثل هذه الشراكة بين ITI وGIZ نموذجًا للتعاون الدولي الفعال الذي يركز على الاستثمار في رأس المال البشري. يتطلع الجانبان إلى توسيع نطاق المبادرة في المستقبل ليشمل المزيد من التخصصات التكنولوجية وتغطية عدد أكبر من الشباب المصري، مؤكدين بذلك التزامهما المشترك ببناء جيل قادر على قيادة عجلة التنمية الرقمية.





