أسعار الذهب اليوم السبت 25 أكتوبر 2025: تراجع عالمي واستقرار محلي
شهدت أسواق المعادن الثمينة تحركات متباينة يوم السبت، 25 أكتوبر 2025، حيث سجلت أسعار الذهب العالمية انخفاضًا ملحوظًا، متأثرة ببيانات اقتصادية أمريكية قوية عززت من قوة الدولار وتوقعات استمرار السياسة النقدية المتشددة. في المقابل، حافظت الأسعار في السوق المحلية المصرية على استقرار نسبي في منتصف التعاملات، لتعكس تفاعل عوامل العرض والطلب الداخلية مع الاتجاهات العالمية.

التراجع في البورصات العالمية
في التعاملات الفورية للأسواق العالمية، انخفض سعر أوقية الذهب بشكل واضح، منهيًا بذلك سلسلة من المكاسب استمرت لعدة أسابيع. جاء هذا التراجع كرد فعل مباشر من المستثمرين على صدور بيانات التضخم الأمريكية، وتحديدًا مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي أظهر ضغوطًا تضخمية أعلى من المتوقع. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما جعل الذهب المسعر بالدولار أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
إلى جانب قوة الدولار، ارتفعت أيضًا عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وهو ما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا. يرى المحللون أن هذه البيانات قد تدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) إلى الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول، أو حتى التلميح بإمكانية رفعها مجددًا لكبح جماح التضخم، وهو سيناريو يضغط عادة على أسعار المعدن الأصفر.
استقرار الأسعار في الصاغة المصرية
على الصعيد المحلي، اتسمت حركة الأسعار في محلات الصاغة المصرية بالاستقرار خلال تعاملات منتصف اليوم. فقد استقر سعر عيار 21، الأكثر تداولًا وشعبية في مصر، عند المستويات التي سجلها في ختام تعاملات الأمس، متجاهلًا إلى حد كبير التراجع الحاد في البورصات العالمية. ويُعزى هذا الاستقرار إلى مجموعة من العوامل المحلية التي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد السعر النهائي للمستهلك.
وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- سعر الصرف: لم يشهد سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي تغيرات كبيرة، مما ساهم في الحد من تقلبات أسعار الذهب المستورد.
- العرض والطلب: تتأثر السوق المحلية بقوى العرض والطلب الداخلية، والتي قد تختلف عن الاتجاهات العالمية بناءً على سلوك المستهلكين والمستثمرين المحليين.
- تكلفة المصنعية: يضاف إلى سعر الذهب الخام ما يعرف بـ "المصنعية"، وهي تكلفة تشكيل المشغولات الذهبية، وتختلف قيمتها من تاجر لآخر ومن قطعة لأخرى، مما يساهم في ثبات الأسعار النهائية نسبيًا.
ويشير خبراء في سوق الذهب المحلي إلى أن السوق حاليًا في حالة ترقب، حيث يوازن المتعاملون بين الانخفاض العالمي والرغبة في التحوط من أي تقلبات اقتصادية محلية محتملة.
السياق الاقتصادي وتأثيره
يأتي هذا التباين في أداء الذهب بعد فترة من الأداء القوي الذي كان مدفوعًا بمزيج من المخاوف الجيوسياسية والآمال بأن البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي، ستبدأ قريبًا في تخفيف سياساتها النقدية. كان الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا في ظل التوترات الدولية، كما أن توقعات خفض أسعار الفائدة كانت تقلل من جاذبية الأصول التي تدر عائدًا مثل السندات، مما يدعم المعدن الأصفر.
لكن البيانات الاقتصادية الأخيرة من الولايات المتحدة غيرت هذه الصورة، حيث أظهرت مرونة الاقتصاد وقوة سوق العمل، إلى جانب التضخم المستمر. هذا الواقع الجديد دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن مسار أسعار الفائدة، مما أدى إلى موجة بيع لجني الأرباح في سوق الذهب.
نظرة مستقبلية
يتجه اهتمام المستثمرين الآن نحو الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية للحصول على مؤشرات أوضح حول الخطوات المستقبلية للسياسة النقدية. ستكون تصريحات مسؤولي البنك المركزي حاسمة في تحديد اتجاه الذهب على المدى القصير. إذا استمرت البيانات الاقتصادية القوية، قد يواجه الذهب مزيدًا من الضغوط، بينما أي إشارة على تباطؤ اقتصادي أو تراجع التضخم بشكل أسرع من المتوقع قد توفر دعمًا جديدًا لأسعاره.





