إسرائيل تسلم جثامين 15 فلسطينيًا من قطاع غزة بوساطة الصليب الأحمر
في تطور إنساني متعلق بالصراع الدائر، قامت السلطات الإسرائيلية يوم السبت، 25 مايو 2024، بتسليم جثامين 15 فلسطينيًا إلى قطاع غزة. تمت عملية التسليم عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الرئيسي للقطاع، وجرت بتنسيق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي لعبت دور الوسيط المحايد في هذه العملية.
تفاصيل عملية التسليم والاستلام
فور وصولها إلى الجانب الفلسطيني من المعبر، استلمت الطواقم الطبية الفلسطينية الجثامين ونقلتها إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح بوسط قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية بأن العديد من الجثامين كانت في حالة تحلل ومجهولة الهوية، مما يجعل عملية التعرف عليها من قبل ذويهم تحديًا كبيرًا. وتتبع السلطات الصحية في غزة إجراءات لأخذ عينات من الجثامين قبل دفنها في مقابر جماعية مرقمة، على أمل أن تساعد هذه العينات في التعرف على هوياتهم مستقبلًا عبر فحص الحمض النووي.
خلفية وسياق أوسع
لا تعد هذه الحادثة معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من عمليات تسليم الجثامين التي جرت منذ بدء التصعيد العسكري في 7 أكتوبر 2023. خلال عملياتها البرية في قطاع غزة، احتجز الجيش الإسرائيلي مئات الجثامين من مناطق مختلفة، بما في ذلك المستشفيات والمقابر ومناطق الاشتباكات. وقد أعادت إسرائيل العشرات من الجثامين على دفعات متفرقة خلال الأشهر الماضية، وغالبًا ما يتم ذلك عبر نفس الآلية وبوساطة الصليب الأحمر.
يثير ملف احتجاز الجثامين جدلًا قانونيًا وإنسانيًا واسعًا. تعتبر المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية هذا الإجراء انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، وتحديدًا اتفاقيات جنيف، التي تنص على ضرورة التعامل مع رفات الموتى بكرامة واحترام، وتسليمهم إلى عائلاتهم دون تأخير. من جانبها، لم تصدر السلطات الإسرائيلية غالبًا تعليقات مفصلة حول أسباب احتجاز الجثامين، إلا أن هذه السياسة تُعتبر تاريخيًا جزءًا من استراتيجيتها في الصراع، وأحيانًا كورقة ضغط في مفاوضات مستقبلية.
التداعيات الإنسانية
تُلقي هذه القضية بظلالها الثقيلة على العائلات الفلسطينية التي تبحث عن أبنائها المفقودين، حيث يمثل استلام الجثمان وإن كان مؤلمًا، خطوة ضرورية لإغلاق فصل من المعاناة وبدء طقوس الدفن والحداد وفقًا لتقاليدهم الدينية والثقافية. إن عدم القدرة على تحديد هوية الجثامين يزيد من معاناة هذه العائلات، ويبقيها في حالة من عدم اليقين والقلق المستمر حول مصير أحبائها.




