تجدد القصف الإسرائيلي على خان يونس وغزة في ظل خروقات متواصلة للهدنة
في تطور ميداني يهدد استمرارية التهدئة الهشة، استأنفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في قطاع غزة صباح اليوم السبت، مستهدفة بشكل خاص مناطق تقع شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع. وتأتي هذه الغارات وعمليات النسف للمباني بالتزامن مع استمرار الخروقات المتبادلة لاتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، الذي دخل يومه التاسع والعشرين، مما يثير مخاوف جدية من انهياره بالكامل وعودة الأعمال القتالية واسعة النطاق.

التطورات الميدانية الأخيرة
أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي استهدفت عدة مواقع في محيط خان يونس، وهي المدينة التي لجأ إليها عدد كبير من النازحين من شمال القطاع. وقد أسفر القصف عن وقوع إصابات لم يُحدد عددها النهائي بعد، وألحق أضراراً مادية بالبنية التحتية والممتلكات. وبالتوازي مع القصف، وثقت مقاطع فيديو عمليات نسف تسيطر عليها القوات الإسرائيلية لمربعات سكنية في مناطق مختلفة من القطاع، وهي ممارسة استمرت بشكل متقطع حتى خلال أيام الهدنة.
من جانبه، لم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقاً فورياً مفصلاً على طبيعة هذه العمليات، إلا أن مثل هذه التحركات تأتي عادة في سياق ما تصفه إسرائيل بأنه رد على إطلاق صواريخ أو استهداف لقواتها من قبل الفصائل الفلسطينية، أو كجزء من عمليات تهدف إلى تدمير ما تعتبره بنية تحتية عسكرية لحركة حماس، مثل شبكات الأنفاق ومراكز القيادة.
خلفية اتفاق الهدنة الهش
بدأ اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وبدعم أمريكي، قبل نحو أربعة أسابيع بهدف أساسي هو تسهيل تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، والسماح بإدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى سكان القطاع الذين يعانون من أزمة كارثية. ورغم نجاح الاتفاق في تحقيق بعض أهدافه الأولية عبر إتمام عدة مراحل من عمليات التبادل، إلا أنه ظل محفوفاً بالمخاطر وشهد انتهاكات متكررة من الطرفين، مما حال دون تحوله إلى وقف دائم لإطلاق النار.
تتمثل الخروقات عادة في إطلاق رشقات صاروخية محدودة من غزة، أو توغلات واشتباكات برية محدودة، أو قصف إسرائيلي لمناطق معينة، مما يجعل التهدئة معلقة بخيط رفيع وتعتمد على جهود الوسطاء المستمرة لاحتواء أي تصعيد.
التأثير على الوضع الإنساني ومستقبل المفاوضات
يؤدي استئناف القصف في مناطق مثل خان يونس إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير. فهذه المناطق الجنوبية مكتظة بالنازحين الذين فروا من القتال في الشمال بناءً على توجيهات الجيش الإسرائيلي نفسه، وأي عمليات عسكرية فيها تضع حياة مئات الآلاف من المدنيين في خطر مباشر. كما أن تجدد العنف يعرقل بشكل كبير جهود توزيع المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح، والتي لا تزال أقل بكثير من احتياجات السكان اليومية للمياه والغذاء والدواء والوقود.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يلقي هذا التصعيد بظلال من الشك على مستقبل المفاوضات الرامية إلى تمديد الهدنة أو التوصل إلى اتفاق جديد يشمل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين. ويرى مراقبون أن عودة القتال قد تكون مؤشراً على وصول المحادثات إلى طريق مسدود، أو قد تستخدمها الأطراف كورقة ضغط لتحسين شروطها التفاوضية، في حين يبقى المدنيون هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذا الصراع المستمر.




