إيران تؤكد استعدادها الكامل للحرب وتصرح بأن سماء إسرائيل كانت تحت سيطرتها الصاروخية
أعلنت شخصيات عسكرية إيرانية رفيعة المستوى في تصريحات حديثة أن قواتها المسلحة على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تطورات مستقبلية قد تؤدي إلى تجدد الصراع المباشر مع إسرائيل. وأكدت هذه المصادر أن الهجوم الذي شنته إيران مؤخراً أثبت قدرتها على تجاوز الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن سماء إسرائيل كانت فعلياً "تحت مظلة الصواريخ الإيرانية" خلال تلك العملية، وذلك في رسالة تهدف إلى تعزيز موقف الردع الإيراني في المنطقة.

خلفية التصعيد
تعود جذور التوتر الأخير إلى الأول من أبريل 2024، عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق. أسفر الهجوم عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، أبرزهم العميد محمد رضا زاهدي، القيادي البارز في فيلق القدس. اعتبرت إيران هذا الهجوم انتهاكاً لسيادتها واعتداءً مباشراً على أراضيها الدبلوماسية، وتوعدت برد حاسم.
الهجوم الإيراني وتداعياته
رداً على استهداف قنصليتها، أطلقت إيران في ليل 13-14 أبريل 2024 عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق". شكلت هذه العملية أول هجوم عسكري مباشر تشنه إيران من أراضيها ضد إسرائيل، حيث تم إطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز باتجاه أهداف داخل إسرائيل. هدفت طهران من خلال هذا الهجوم إلى استعراض قوتها العسكرية وإعادة فرض قواعد اشتباك جديدة.
على الرغم من حجم الهجوم، أعلنت إسرائيل وحلفاؤها، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن، عن نجاحهم في اعتراض ما يقرب من 99% من المقذوفات قبل وصولها إلى أهدافها، وذلك بفضل منظومات الدفاع الجوي المتطورة مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"السهم". ونتج عن الهجوم أضرار طفيفة في قاعدة عسكرية إسرائيلية وإصابات محدودة، وهو ما قلل من الأثر المادي المباشر للعملية.
التصريحات الإيرانية الأخيرة
تأتي التصريحات الأخيرة من القيادة الإيرانية لتؤكد على أن أهداف الهجوم لم تكن تدميرية بالدرجة الأولى، بل كانت استعراضاً للقدرات وإرسال رسالة ردع واضحة. يشدد المسؤولون الإيرانيون على أنهم مستعدون لأي "احتمال لعودة الحرب"، وأن أي اعتداء إسرائيلي جديد سيُقابل برد أقوى وأكثر شمولاً. وتُستخدم عبارة السيطرة على سماء إسرائيل كدليل على قدرتهم على إرباك الدفاعات الإسرائيلية واختراقها إذا ما قرروا استخدام كامل قوتهم الهجومية.
تعتبر طهران أن عمليتها العسكرية حققت نجاحاً استراتيجياً، حيث أثبتت استعدادها لتحمل مخاطر المواجهة المباشرة، وهو ما يغير من حسابات إسرائيل والولايات المتحدة في أي صراع مستقبلي. كما تهدف هذه التصريحات إلى طمأنة الرأي العام الداخلي وتعزيز صورة إيران كقوة إقليمية قادرة على الدفاع عن مصالحها.
الأهمية والسياق الأوسع
يمثل هذا التصعيد تحولاً كبيراً في الصراع طويل الأمد بين إيران وإسرائيل، الذي كان يُدار في السابق بشكل غير مباشر أو عبر وكلاء في المنطقة. إن الانتقال إلى المواجهة المباشرة يرفع من مخاطر اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق. وقد أثارت هذه الأحداث قلقاً دولياً كبيراً، حيث دعت العديد من القوى العالمية إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله. وجاء الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني محدوداً ومدروساً، مما يشير إلى رغبة الطرفين في الوقت الحالي في تجنب حرب شاملة، مع الحفاظ على حالة من الردع المتبادل.





