احتفالات فرعونية في مدارس الجيزة: طالبات يروجن للمتحف الكبير عبر الإذاعة المدرسية
في مبادرة ثقافية فريدة من نوعها، شهدت مدارس محافظة الجيزة صباح يوم الخميس 30 أكتوبر 2025، فعاليات احتفالية متميزة، حيث ارتدت الطالبات أزياء مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة وقدمن فقرات الإذاعة المدرسية الصباحية احتفاءً بالمتحف المصري الكبير. جاءت هذه الخطوة تنفيذاً لتوجيهات مشتركة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومحافظة الجيزة، بهدف تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي لدى الأجيال الجديدة وربطهم بإرثهم الحضاري العظيم.

تفاصيل المبادرة وتنفيذها
بناءً على توجيهات وزير التربية والتعليم، السيد محمد عبد اللطيف، ومحافظ الجيزة، المهندس عادل النجار، تم تخصيص فقرات الإذاعة المدرسية في جميع مدارس المحافظة للحديث عن القيمة التاريخية والحضارية للمتحف المصري الكبير. وأوضح السيد سعيد عطية، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة، أن الهدف من هذه الفعالية هو تحويل طابور الصباح إلى منصة تثقيفية تفاعلية. ارتدت الطالبات ملابس فرعونية، وتحدثن بأسلوب شيق عن أهمية المتحف، وتاريخ إنشائه، وأبرز القطع الأثرية التي سيضمها، مما حول اليوم الدراسي إلى تجربة تعليمية حية.
تضمنت الفقرات الإذاعية شرحاً مبسطاً لموقع المتحف بالقرب من أهرامات الجيزة، ودوره كأحد أكبر المتاحف في العالم المخصصة لحضارة واحدة. كما قامت الطالبات بتقديم معلومات حول كنوز الملك توت عنخ آمون التي ستُعرض كاملة لأول مرة، إلى جانب آلاف القطع الأثرية الأخرى التي تروي تاريخ مصر على مر العصور. وقد لاقت هذه المبادرة تفاعلاً كبيراً من الطلاب والمعلمين على حد سواء، الذين أشادوا بالطريقة المبتكرة لتقديم المحتوى التاريخي.
خلفية عن المتحف المصري الكبير
يُعد المتحف المصري الكبير مشروعاً قومياً ضخماً انتظره العالم لسنوات طويلة، وهو مصمم ليكون أكبر متحف للآثار في العالم. يقع المشروع على هضبة الأهرامات، ويمتد على مساحة شاسعة ليقدم للزوار تجربة متكاملة لاستكشاف كنوز الحضارة المصرية القديمة. يهدف المتحف إلى عرض أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، مع تسليط الضوء بشكل خاص على المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون، والتي يتجاوز عددها 5000 قطعة.
يمثل المتحف نقلة نوعية في طريقة عرض الآثار، حيث يعتمد على أحدث التقنيات التفاعلية والعروض المتحفية لجعل التاريخ أكثر حيوية وجاذبية للزوار من مختلف الأعمار. ومن المتوقع أن يكون للمتحف عند افتتاحه الكامل تأثير كبير على قطاع السياحة في مصر، وأن يعزز مكانتها كوجهة ثقافية عالمية رائدة.
الأهداف التربوية والثقافية للمبادرة
لم تكن الفعالية مجرد احتفال عابر، بل حملت في طياتها أهدافاً تربوية عميقة. سعت المبادرة إلى تحقيق عدة نقاط رئيسية، منها:
- ترسيخ الهوية الوطنية: ربط الطلاب بتاريخهم وجذورهم الحضارية لتعزيز شعور الانتماء والفخر الوطني.
- التعلم التفاعلي: الخروج عن الأساليب التقليدية في تدريس التاريخ، وجعل المعلومة أكثر رسوخاً في أذهان الطلاب من خلال تجربة حية وملموسة.
- الترويج للمشروعات القومية: تحويل الطلاب إلى سفراء صغار للمتحف المصري الكبير، يساهمون في نشر الوعي بأهميته بين أسرهم ومجتمعهم.
- تنمية المهارات: تشجيع الطالبات على البحث والقراءة والإلقاء أمام الجمهور، مما يساهم في بناء شخصياتهن وتنمية مهاراتهن القيادية.
تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع تتبناها الدولة لدمج التراث الثقافي في المناهج التعليمية، ليس فقط كمادة دراسية، بل كجزء من الأنشطة اليومية التي تشكل وعي وهوية الطالب المصري.





