الجيش الإسرائيلي يُعلن: حماس هُزمت في كل مكان واجهناها فيه
صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مؤخرًا بأن حركة حماس قد مُنيت بالهزيمة في جميع المناطق التي خاضت فيها القوات الإسرائيلية قتالًا ضدها. يأتي هذا الإعلان في سياق تقييم عسكري مستمر للعمليات في قطاع غزة، ويُقدم نظرة إسرائيلية حول التقدم المحرز في تحقيق أهدافها المعلنة في الحرب ضد الحركة.

خلفية الصراع وأهداف إسرائيل المعلنة
اندلع الصراع الحالي في 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم مفاجئ واسع النطاق شنته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل مئات الأشخاص واحتجاز عدد كبير من الرهائن. ردًا على ذلك، أعلنت إسرائيل الحرب، وحددت أهدافًا رئيسية تتضمن تفكيك القدرات العسكرية والقيادية لحماس، وضمان أمن حدودها، واستعادة جميع الرهائن. بدأت إسرائيل بعد ذلك عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، شملت قصفًا جويًا مكثفًا تلاه اجتياح بري.
تطورت العمليات البرية على مراحل، بدءًا من شمال قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة ومخيمات مثل جباليا والشجاعية، قبل أن تمتد إلى المناطق الوسطى والجنوبية، أبرزها خان يونس ثم التركيز على رفح. خلال هذه المراحل، أكد الجيش الإسرائيلي مرارًا على إحراز تقدم كبير في تدمير البنية التحتية لحماس.
تفاصيل الادعاءات الإسرائيلية حول الهزيمة
وفقًا للتقارير الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، فإن مفهوم "هزيمة حماس" يشمل عدة جوانب رئيسية:
- تفكيك الكتائب العسكرية: أكد الجيش على تفكيك معظم الأطر العسكرية لحماس في مناطق مثل شمال غزة وخان يونس، مشيرًا إلى أن هذه الكتائب لم تعد قادرة على العمل كوحدات قتالية منظمة.
- تدمير البنية التحتية: تم الإبلاغ عن تدمير شبكة واسعة من الأنفاق والمقار القيادية والمستودعات العسكرية التي تستخدمها حماس.
- استهداف القيادات: أشار الجيش إلى نجاحه في استهداف عدد من كبار قادة حماس ومقاتليها، مما أثر على سلسلتها القيادية وقدرتها على التخطيط والتنفيذ.
- خفض القدرات الصاروخية: زعم الجيش تقليص قدرة حماس على إطلاق الصواريخ بشكل كبير مقارنة ببداية الصراع.
تُقدم هذه الادعاءات كدليل على أن حماس فقدت قدرتها على شن هجمات كبيرة أو الاحتفاظ بالسيطرة الفعالة على المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل الحرب.
الواقع على الأرض والتحديات المستمرة
على الرغم من إعلانات الانتصار، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات مستمرة. لا تزال حماس تُظهر قدرة على المقاومة والاشتباك في بعض المناطق، كما تشير تقارير إلى عودة ظهور بعض الأنشطة المسلحة في مناطق كان الجيش قد أعلن "تطهيرها". تستمر إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وإن كان بوتيرة أقل، وتتواصل جهود البحث عن الرهائن المتبقين والمفاوضات المتعلقة بهم.
منظور حماس والجهات الدولية غالبًا ما يختلف عن التقييم الإسرائيلي. تعتبر حماس أن وجودها واستمرار مقاومتها بحد ذاته نفيًا للهزيمة الكاملة، بينما تشير التقارير الدولية إلى حجم الدمار الهائل والأزمة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة "النصر" العسكري في ظل هذه الظروف.
لماذا تهم هذه الأخبار؟
لهذا الإعلان أهمية بالغة لعدة أسباب:
- تشكيل الرواية: يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الرواية العامة حول سير الحرب ونتائجها، سواء على المستوى الداخلي في إسرائيل أو على الساحة الدولية.
- التأثير على المفاوضات: يمكن أن يؤثر على موقف الأطراف في أي مفاوضات مستقبلية لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، حيث قد ترى إسرائيل أن موقفها التفاوضي أقوى.
- مستقبل غزة: يرتبط بشكل مباشر بالتساؤلات حول مستقبل الحكم في قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، ومن سيتولى المسؤولية الإدارية والأمنية.
- الأمن الإقليمي: له تداعيات على الديناميكيات الأمنية الإقليمية الأوسع، وخاصة فيما يتعلق بالمخاوف من توسع الصراع.
يظل تقييم "هزيمة" حماس موضوعًا معقدًا ومثيرًا للجدل، حيث تعتمد تفسيرات النصر والهزيمة بشكل كبير على الأهداف المحددة لكل طرف وعلى المؤشرات المستخدمة لقياسها في سياق صراع غير متكافئ ومعقد.





