الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس، الموافق 16 أكتوبر 2025، عن تنفيذه سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت ما وصفها بـ"بنى تحتية إرهابية" تابعة لحزب الله في مناطق متفرقة من جنوب لبنان. وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش، فإن الهجمات جاءت رداً على أنشطة عدائية انطلقت من الأراضي اللبنانية، مؤكداً أن الضربات حققت أهدافها بدقة.
وأوضح البيان أن من بين الأهداف التي تم تدميرها مواقع عسكرية ومنصات مراقبة استخدمها الحزب لرصد تحركات القوات الإسرائيلية على طول الخط الأزرق. كما شملت الغارات أهدافاً مرتبطة بجمعية "أخضر بلا حدود" البيئية، التي تتهمها إسرائيل باستخدام مواقعها كواجهة للأنشطة العسكرية لحزب الله، وهو ما تنفيه الجمعية بشكل متكرر.
سياق من التوتر المستمر
تأتي هذه العملية العسكرية في خضم حالة من التوتر المستمر والمواجهات المتقطعة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتي تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ منذ أكتوبر عام 2023. وقد تحولت المنطقة الحدودية إلى جبهة نشطة، حيث يتبادل الطرفان إطلاق النار بشكل شبه يومي، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود وتسبب في خسائر مادية وبشرية.
وتندرج هذه المواجهات ضمن إطار ما يعتبره حزب الله "إسناداً" للفصائل الفلسطينية، بينما تعتبرها إسرائيل اعتداءات مباشرة على سيادتها تستوجب رداً عسكرياً حازماً لمنع ترسيخ وجود عسكري معادٍ على حدودها الشمالية. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً في نوعية الأسلحة المستخدمة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة، مما يزيد من مخاوف انزلاق الوضع إلى حرب شاملة.
خلفية الصراع وجهود الاحتواء
تعود جذور التوتر الحالي إلى تاريخ طويل من الصراع بين إسرائيل وحزب الله، والذي بلغ ذروته في حرب عام 2006. وقد صدر على إثر تلك الحرب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي دعا إلى وقف الأعمال العدائية ونشر الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في الجنوب، وإبقاء المنطقة خالية من أي مسلحين غير تابعين للدولة اللبنانية.
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها أطراف دولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، للتوصل إلى حل دبلوماسي ينهي التوتر ويعيد الاستقرار إلى الحدود، إلا أن هذه المساعي لم تحقق اختراقاً حاسماً حتى الآن. وتتركز المبادرات الدبلوماسية على ضرورة التطبيق الكامل للقرار 1701، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية بين البلدين، وهو ما يواجه تعقيدات سياسية وأمنية كبيرة.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تحمل كل عملية عسكرية في هذه المنطقة الحساسة خطر التصعيد غير المحسوب، والذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة النطاق ذات عواقب مدمرة على كل من لبنان وإسرائيل والمنطقة بأسرها. ويعاني لبنان بالفعل من أزمة اقتصادية ومالية خانقة، مما يجعله غير قادر على تحمل تبعات صراع كبير جديد.
وتراقب القوى الإقليمية والدولية الوضع عن كثب، وتتزايد الدعوات الموجهة للطرفين لضبط النفس وتجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى تفاقم الموقف. وتواصل قوات اليونيفيل دورياتها في المنطقة وتعمل كقناة اتصال بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي لمحاولة تخفيف حدة التوتر ومنع سوء التقدير الذي قد يشعل مواجهة أوسع.




