الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة جثتي رهينتين من قطاع غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صدر مؤخراً عن نجاح قواته في استعادة جثتي رهينتين كانتا محتجزتين في قطاع غزة منذ الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر. وتم التعرف على الجثتين بعد إجراءات فحص وتشخيص في المعهد الوطني للطب الشرعي، وتعودان لكل من إيدن زكريا وزيف دادو. وتأتي هذه العملية في إطار الجهود العسكرية والاستخباراتية المستمرة التي تبذلها إسرائيل لتحديد مصير جميع الرهائن وإعادتهم.

تفاصيل العملية وتحديد الهوية
وفقاً للمعلومات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، تمت عملية استعادة الجثتين خلال عملية عسكرية خاصة نفذتها وحدة من الجيش بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) داخل قطاع غزة. وقد استندت العملية إلى معلومات استخباراتية دقيقة أدت إلى تحديد مكان الجثتين. وبعد استخراجهما، تم نقلهما إلى إسرائيل حيث خضعتا لفحص طبي شرعي لتأكيد هويتيهما بشكل قاطع. وقد أبلغت السلطات المختصة عائلتي الرهينتين بالنتائج فور تأكيدها.
خلفية عن الرهينتين
كانت إيدن زكريا، البالغة من العمر 27 عاماً، قد اختُطفت من مهرجان نوفا الموسيقي الذي أقيم بالقرب من حدود غزة. وتشير المعلومات إلى أنها قُتلت خلال الهجوم الأولي في السابع من أكتوبر، وتم نقل جثتها إلى القطاع. أما زيف دادو، البالغ من العمر 36 عاماً، فكان جندياً في الجيش الإسرائيلي وقُتل هو الآخر أثناء أداء واجبه في نفس اليوم، واحتُجزت جثته في غزة. وتوضح هذه التفاصيل أن الرهينتين لم تقتلا أثناء الأسر، بل خلال الهجوم نفسه.
السياق الأوسع لأزمة الرهائن
تعد قضية الرهائن إحدى أبرز القضايا في الصراع الحالي. ففي هجوم 7 أكتوبر، قُتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل، واختُطف ما يقرب من 240 شخصاً كرهائن إلى قطاع غزة. وفي أواخر نوفمبر، أدت هدنة مؤقتة بوساطة قطر ومصر إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، معظمهم من النساء والأطفال، مقابل إفراج إسرائيل عن 240 أسيراً فلسطينياً. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 100 رهينة في عداد المفقودين أو المحتجزين في غزة، ويُعتقد أن عدداً منهم قد قُتل.
ردود الفعل والتداعيات
فور الإعلان عن استعادة الجثتين، جددت القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تأكيدها على التزامها بما وصفته بـ"المهمة الوطنية العليا" المتمثلة في إعادة جميع الرهائن، سواء الأحياء منهم أو جثامين المتوفين. وقد أعرب المسؤولون عن تعازيهم الحارة للعائلات، مشددين على أن الجهود ستستمر بلا هوادة. على الصعيد الشعبي، أثارت الأنباء مشاعر مختلطة من الحزن والارتياح النسبي لدى عائلات أخرى تنتظر أي معلومات عن مصير أبنائها، كما زادت من الضغط على الحكومة للتوصل إلى حلول تعيد جميع المحتجزين. تمثل كل عملية ناجحة لاستعادة رهينة أو جثمانها نجاحاً تكتيكياً للجيش الإسرائيلي، لكنها في الوقت نفسه تسلط الضوء على الكلفة الإنسانية الباهظة للصراع.



