الحكومة الإسرائيلية تجتمع لاتخاذ قرار حاسم بشأن صفقة تبادل الرهائن مع حماس
في تطور بارز، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومته لعقد اجتماع حاسم خلال الساعات الأخيرة، يهدف إلى مناقشة والتصويت على اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح عدد من الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس. يأتي هذا الاجتماع بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة وغير المباشرة التي قادتها قطر بشكل رئيسي، وبدعم من مصر والولايات المتحدة، في محاولة للتوصل إلى أول انفراجة دبلوماسية كبيرة منذ بدء الصراع في 7 أكتوبر.
تفاصيل الصفقة المقترحة
رغم عدم الإعلان عن جميع البنود بشكل رسمي، تشير التسريبات والمعلومات المتداولة من مصادر مطلعة إلى أن الاتفاق المقترح يتضمن عدة مراحل وشروط أساسية. الهدف الأساسي هو ضمان عودة الرهائن، خاصة النساء والأطفال، مع توفير فترة هدوء إنساني تسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة. تشمل أبرز بنود الصفقة المحتملة ما يلي:
- إطلاق سراح ما يقرب من 50 رهينة إسرائيلية، غالبيتهم من النساء والأطفال، على دفعات خلال فترة الهدنة.
 - تطبيق هدنة إنسانية مؤقتة تتراوح مدتها بين أربعة وخمسة أيام، يتم خلالها وقف جميع الأعمال القتالية في قطاع غزة.
 - في المقابل، ستقوم إسرائيل بإطلاق سراح ما يتراوح بين 150 و300 أسير فلسطيني من سجونها، معظمهم من النساء والقاصرين.
 - السماح بدخول كميات أكبر من المساعدات الإنسانية والوقود والإمدادات الطبية إلى جميع مناطق قطاع غزة خلال فترة وقف إطلاق النار.
 - إمكانية تمديد الهدنة ليوم إضافي مقابل كل 10 رهائن إضافيين تفرج عنهم حماس.
 
انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية
لا يمر الاتفاق المقترح دون تحديات سياسية داخلية كبيرة في إسرائيل. فقد كشف الاجتماع عن وجود انقسامات عميقة داخل الائتلاف الحكومي، خاصة مع معارضة قوية من جانب أحزاب اليمين المتطرف. ويقود هذا التيار المعارض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذان يريان في الصفقة استسلامًا لـ"الإرهاب" وتقويضًا للهدف المعلن للحرب وهو القضاء على حماس. ويعتقدان أن الضغط العسكري المستمر هو السبيل الوحيد لإعادة الرهائن.
في المقابل، يدعم أعضاء مجلس الحرب الأكثر اعتدالًا، مثل الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت، المضي قدمًا في الاتفاق، معتبرين أن الأولوية القصوى هي إعادة الرهائن بسلام. ويواجه نتنياهو ضغوطًا هائلة من أهالي الرهائن الذين يطالبون حكومتهم بقبول أي صفقة تضمن عودة ذويهم، وقد نظموا احتجاجات واسعة للضغط من أجل التوصل إلى حل.
الأهمية الاستراتيجية وردود الفعل
إذا تمت الموافقة على الاتفاق وتطبيقه، فإنه سيمثل نقطة تحول مهمة في مسار الحرب. ستكون هذه أول هدنة طويلة منذ بدء القتال، مما يوفر فترة راحة للمدنيين في غزة ويسمح للمنظمات الإنسانية بتكثيف جهودها الإغاثية. على الصعيد الدبلوماسي، يُنظر إلى الصفقة على أنها نجاح للوسطاء، وخاصة قطر، التي لعبت دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
من جانبها، تعتبر حركة حماس أن التوصل إلى هذا الاتفاق يمثل إنجازًا يعكس صمودها في الميدان وقدرتها على فرض شروطها. بينما تؤكد الحكومة الإسرائيلية، في حال موافقتها، أن هذه الهدنة مؤقتة وأن الحرب ستستأنف بعد انتهائها حتى تحقيق جميع أهدافها. ويبقى الترقب سيد الموقف في انتظار القرار النهائي للحكومة الإسرائيلية، والذي سيحدد مصير عشرات الرهائن ومسار الصراع في الأيام المقبلة.




