الدولار مقابل الجنيه: ارتفاع في 3 بنوك وتغيرات متباينة ببداية تعاملات الأربعاء
شهدت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري تغيرات متباينة في عدد من البنوك المصرية مع بداية تعاملات اليوم الأربعاء الموافق 5 نوفمبر 2025. ففي الوقت الذي سجل فيه سعر العملة الخضراء ارتفاعاً في ثلاثة بنوك، شهدت بنوك أخرى استقراراً ملحوظاً، بينما تراجع الدولار في أحد البنوك الكبرى، مما يعكس حالة من التقلبات اللحظية في سوق الصرف المحلي.

تطورات سعر الصرف اللحظية
وفقًا للبيانات المنشورة على المواقع الإلكترونية الرسمية للبنوك، ارتفع سعر الدولار في ثلاثة بنوك بقيمة تراوحت بين 4 قروش و8 قروش مقارنة بأسعار الإغلاق لنهاية تعاملات أمس الثلاثاء. هذه الزيادة تعني أن المستوردين والشركات التي تعتمد على العملة الأجنبية لسداد التزاماتها قد تواجه تكلفة أعلى للحصول على الدولار من هذه المؤسسات المالية في مستهل التعاملات.
على الجانب الآخر من السوق، تراجع سعر الدولار بشكل طفيف في البنك التجاري الدولي (CIB)، أحد أبرز البنوك الخاصة والعاملة في مصر، مما قد يشير إلى ديناميكيات عرض وطلب مختلفة أو تدفقات نقدية خاصة داخل هذا الكيان. وفي الوقت نفسه، حافظت أسعار صرف الدولار على استقرارها دون تغيير في ستة بنوك أخرى، مما يبرز التباين في أداء السوق المصرفي المصري في الساعات الأولى من التعاملات ويشير إلى عدم وجود اتجاه موحد وقوي لجميع المؤسسات المالية.
السياق الاقتصادي وتأثيرات سعر الصرف
تُعد تحركات سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، وخاصة الدولار الأمريكي، مؤشراً حيوياً على صحة الاقتصاد المصري ومرونته. فالتقلبات في سعر الصرف لها تأثيرات واسعة النطاق على الاقتصاد الكلي والجزئي. على المستوى الكلي، تؤثر هذه التحركات على معدلات التضخم من خلال تكلفة الواردات، حيث أن ارتفاع سعر الدولار يزيد من تكلفة السلع المستوردة، مما ينعكس بدوره على أسعار المنتجات النهائية في الأسواق المحلية.
كما تؤثر هذه التحركات على الميزان التجاري للبلاد؛ فضعف الجنيه المصري قد يجعل الصادرات المصرية أكثر تنافسية في الأسواق العالمية، بينما يزيد من فاتورة الواردات. وعلى صعيد الاستثمار، يمكن أن تؤثر استقرارية سعر الصرف أو تقلبه على جاذبية الاستثمار الأجنبي المباشر الذي يبحث عن بيئة مستقرة وقابلة للتنبؤ.
يخضع السوق المصرفي المصري لإشراف ورقابة البنك المركزي المصري، الذي يلعب دوراً محورياً في صياغة وتنفيذ السياسة النقدية. وفي ظل تبني مصر لنظام سعر صرف مرن، تُحدد أسعار العملات بشكل أساسي من خلال قوى العرض والطلب في السوق، وإن كان للبنك المركزي أدواته التي يمكنه من خلالها التأثير على هذه القوى، مثل إدارة أسعار الفائدة أو التدخل في سوق الصرف عند الضرورة للحفاظ على استقرار السوق. تعكس أسعار بداية التعاملات بشكل عام تفاعلات السوق الفورية وتوقعات المتعاملين بناءً على التطورات الاقتصادية المحلية والعالمية التي حدثت منذ إغلاق الأسواق في اليوم السابق، بالإضافة إلى العوامل الموسمية أو الأحداث غير المتوقعة.
تُسلط هذه التغيرات المتباينة الضوء على حساسية السوق المصري لأي مؤشرات اقتصادية، سواء كانت تتعلق بالاحتياطي النقدي الأجنبي، أو تدفقات الاستثمار الأجنبي، أو تحويلات المصريين العاملين بالخارج، أو حتى الأحداث الجيوسياسية. وتشكل متابعة هذه التحركات بشكل يومي مصدراً مهماً للمعلومات بالنسبة للمستثمرين والتجار وعموم الجمهور، حيث توفر صورة واضحة عن حالة الثقة في الاقتصاد المحلي وتوقعات الأسواق على المدى القصير، فضلاً عن تأثيرها المباشر على القوة الشرائية للأفراد والشركات.





