بكين تمدد إعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية الإضافية
في خطوة تهدف إلى إدارة التوترات الاقتصادية، أعلنت لجنة التعريفات الجمركية بمجلس الدولة الصيني عن تمديد العمل بالإعفاءات الجمركية المفروضة على مجموعة من السلع المستوردة من الولايات المتحدة. هذا القرار، الذي تم تأكيده مؤخراً، يطيل أمد تعليق الرسوم الجمركية الانتقامية التي فُرضت في ذروة النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

خلفية القرار والسياق التجاري
تعود جذور هذه الرسوم الجمركية إلى الحرب التجارية التي اندلعت حوالي عام 2018، عندما فرضت الإدارة الأمريكية رسوماً على سلع صينية بمليارات الدولارات، مما دفع بكين إلى الرد بإجراءات انتقامية مماثلة. وقد أثرت هذه الرسوم المتبادلة منذ ذلك الحين على سلاسل التوريد العالمية وأضافت تكاليف باهظة على الشركات والمستهلكين في كلا البلدين. ورغم أن اتفاق "المرحلة الأولى" التجاري، الذي تم توقيعه في أوائل عام 2020، كان يهدف إلى تهدئة النزاع، إلا أن العديد من الرسوم الجمركية من الجانبين لا تزال سارية. وأصبح التمديد الدوري للإعفاءات أداة شائعة تستخدمها الدولتان لإدارة التداعيات الاقتصادية.
تفاصيل التمديد وأهدافه
يوضح الإعلان الأخير الصادر عن اللجنة أن الإعفاءات الحالية سيتم تمديدها حتى نهاية العام المقبل. وعلى الرغم من أن القائمة الكاملة للمنتجات المعفاة لم تُنشر بالتفصيل، إلا أن هذه الإعفاءات تغطي عادةً سلعاً تعتبر حيوية للصناعات الصينية أو يصعب الحصول عليها من مصادر بديلة. يُعتقد أن الأهداف الرئيسية من وراء هذا التمديد تشمل ما يلي:
- تخفيف الضغط على الشركات الصينية المحلية التي تعتمد على الواردات الأمريكية في عملياتها الإنتاجية.
- المساهمة في السيطرة على معدلات التضخم المحلي عن طريق خفض تكلفة السلع المستوردة.
- خلق بيئة تجارية أكثر استقراراً وقابلية للتنبؤ كبادرة حسن نية قبيل المحادثات الدبلوماسية رفيعة المستوى المحتملة.
التأثيرات المحتملة وردود الفعل
من المتوقع أن يلقى هذا القرار ترحيباً من قبل المستوردين في الصين والمصدرين في الولايات المتحدة الذين يتعاملون في المنتجات المعفاة. بالنسبة للمصنعين الصينيين، يعني ذلك انخفاض تكاليف المدخلات، مما قد يعزز قدرتهم التنافسية. أما بالنسبة للمنتجين الأمريكيين، فإنه يحافظ على وصولهم إلى السوق الصينية الضخمة لسلع معينة. وينظر الاقتصاديون إلى مثل هذه التحركات على أنها خطوات عملية تهدف إلى تخفيف العواقب السلبية للاحتكاك التجاري المستمر، حتى مع استمرار التنافس الاستراتيجي الأوسع بين واشنطن وبكين.
نظرة مستقبلية على العلاقات التجارية
لا يعني هذا التمديد حلاً كاملاً للنزاعات التجارية بين البلدين، حيث لا تزال القضايا الجوهرية المتعلقة بالتكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية والوصول إلى الأسواق دون حل. من جانبها، لا تزال الولايات المتحدة تراجع الرسوم المفروضة على السلع الصينية. ومن المرجح أن يعتمد مستقبل العلاقة التجارية على التطورات الجيوسياسية الأوسع ونتائج المفاوضات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين. ومع ذلك، يوفر التعليق المستمر لهذه الرسوم المحددة في الوقت الحالي درجة من الارتياح والاستقرار المؤقت في مشهد اقتصادي عالمي متقلب.




