تايلاند تعلن الحداد الوطني بعد وفاة الملكة الأم سيريكيت
أعلن الديوان الملكي التايلاندي في وقت سابق اليوم عن وفاة الملكة الأم سيريكيت، أرملة الملك الراحل بوميبول أدولياديج ووالدة العاهل الحالي الملك ماها فاجيرالونغكورن، عن عمر يناهز 92 عامًا. وجاء الإعلان ليغرق البلاد في حالة من الحزن العميق على رحيل شخصية تاريخية لعبت دورًا محوريًا في تاريخ تايلاند الحديث لأكثر من سبعة عقود.

وفور الإعلان، أصدر رئيس الوزراء التايلاندي، أنوتين تشارنفيراكول، بيانًا وصف فيه رحيل الملكة الأم بأنه يمثل "خسارة فادحة للبلاد". وأكد أن الأمة فقدت رمزًا للعطاء والاستقرار، مشيدًا بإسهاماتها الجليلة في التنمية الاجتماعية والثقافية ورعايتها للمشاريع الملكية التي هدفت إلى تحسين حياة المواطنين في جميع أنحاء المملكة.
إجراءات الحداد الرسمي
استجابة لهذا الحدث الجلل، أعلنت الحكومة التايلاندية عن فترة حداد وطني شاملة. وتشمل الإجراءات الرسمية التي تم إقرارها ما يلي:
- تنكيس الأعلام في جميع المؤسسات الحكومية والبعثات الدبلوماسية في الخارج لمدة 30 يومًا.
 - إعلان فترة حداد عام في القطاعات المدنية والحكومية لمدة عام كامل، حيث سيُطلب من الموظفين ارتداء ملابس داكنة اللون.
 - دعوة عامة الشعب إلى المشاركة في الحداد وارتداء ملابس مناسبة للتعبير عن الحزن والاحترام.
 - إلغاء أو تأجيل الفعاليات الترفيهية والمهرجانات الوطنية خلال فترة الحداد الأولية.
 
ومن المتوقع أن تبدأ المراسم الجنائزية الرسمية في الأيام المقبلة بالقصر الكبير في بانكوك، حيث سيتمكن الجمهور من تقديم العزاء وإلقاء النظرة الأخيرة على رمز وطني أحبه الملايين.
مسيرة حافلة بالعطاء
وُلدت الملكة الأم سيريكيت في 12 أغسطس 1932، وتزوجت من الملك بوميبول أدولياديج في عام 1950، قبل أسبوع واحد من تتويجه رسميًا. ومنذ ذلك الحين، وقفت إلى جانبه كرفيقة وشريكة في الحكم، وأصبحت وجهًا مألوفًا ومحبوبًا لدى الشعب التايلاندي. عُرفت الملكة الأم بدورها كـ"أم للأمة"، حيث تم إعلان يوم ميلادها عيدًا وطنيًا للأم في تايلاند.
كرست الملكة سيريكيت حياتها لدعم الفنون والحرف التقليدية التايلاندية، وخاصة صناعة الحرير التايلاندي، التي أعادت إحياءها وروجت لها عالميًا. كما أسست العديد من المؤسسات الخيرية التي ركزت على الرعاية الصحية والتعليم والحفاظ على البيئة، مما ترك بصمة دائمة على النسيج الاجتماعي للبلاد.
التأثير وردود الفعل
يمثل رحيل الملكة الأم سيريكيت نهاية حقبة مهمة في تاريخ تايلاند، فهي كانت، إلى جانب زوجها الملك بوميبول أدولياديج، رمزًا للاستقرار والوحدة الوطنية خلال فترات من الاضطرابات السياسية. ويُنظر إلى وفاتها على أنها لحظة فارقة للأمة، حيث يتذكر التايلانديون عقودًا من التفاني والخدمة العامة التي قدمتها للبلاد.
وقد بدأت ردود الفعل المحلية والدولية في التوالي، حيث أعرب المواطنون عن حزنهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يتوقع أن تصدر بيانات تعزية رسمية من قادة العالم والعائلات الملكية الأخرى في الساعات القادمة، تقديرًا لمكانتها الدولية وتأثيرها الكبير الذي امتد إلى ما هو أبعد من حدود تايلاند.




