وفاة الملكة الأم سيريكيت، والدة ملك تايلاند، عن عمر يناهز 93 عامًا
أعلن الديوان الملكي التايلاندي في بيان رسمي صدر في وقت سابق اليوم، عن وفاة الملكة الأم سيريكيت، والدة الملك الحالي ماها فاجيرالونغكورن (راما العاشر)، عن عمر يناهز 93 عامًا. ووفقًا للبيان، فقد وافتها المنية بسلام في مستشفى تشولالونغكورن في بانكوك، حيث كانت تتلقى الرعاية الطبية خلال السنوات الأخيرة.

تُعد الملكة الأم سيريكيت شخصية محورية في تاريخ تايلاند الحديث، حيث كانت زوجة الملك الراحل بوميبول أدولياديج (راما التاسع)، الذي حكم البلاد لأكثر من سبعة عقود. وقد حظيت بتقدير واسع من الشعب التايلاندي لدورها البارز في دعم المشاريع التنموية والخيرية والثقافية في جميع أنحاء المملكة.
مسيرة حافلة كملكة قرينة
وُلدت الملكة سيريكيت في 12 أغسطس 1932، وهي ابنة أمير من سلالة تشاكري الحاكمة ودبلوماسي بارز. قضت جزءًا من طفولتها في أوروبا، حيث التقت بالملك بوميبول أثناء دراسته في سويسرا. تزوجا في عام 1950، قبل أسبوع واحد فقط من تتويجه رسميًا، لتبدأ مسيرتها كملكة قرينة لتايلاند. على مدى سبعين عامًا، وقفت إلى جانب زوجها في رحلاته المكثفة عبر المناطق الريفية، حيث أطلقا معًا آلاف المشاريع التنموية التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين.
لعبت دورًا أساسيًا كأم لأربعة أبناء، بما في ذلك الملك الحالي، وكرست جزءًا كبيرًا من حياتها لدعم القضايا الاجتماعية. وبعد وفاة زوجها في عام 2016، وتولي ابنها العرش، حملت لقب "الملكة الأم"، وهو تكريم لمكانتها ودورها التاريخي.
إرثها الثقافي والاجتماعي
يُنظر إلى الملكة الأم سيريكيت على أنها راعية رئيسية للفنون والثقافة التايلاندية التقليدية. ويعود لها الفضل في إحياء صناعة الحرير التايلاندي، حيث أسست مؤسسة "SUPPORT" في عام 1976 لدعم الحرفيين في المناطق الريفية، وتوفير مصدر دخل مستدام لهم من خلال ترويج منتجاتهم محليًا وعالميًا. كما اشتهرت بأناقتها، حيث كانت أيقونة للموضة تمزج بين التصاميم الغربية والأقمشة التايلاندية التقليدية.
من أبرز إسهاماتها أيضًا:
- رئاستها لجمعية الصليب الأحمر التايلاندي منذ عام 1956، حيث أشرفت على توسيع خدماتها الإنسانية.
 - دعمها لمشاريع الحفاظ على البيئة والغابات، مما يعكس اهتمامها بحماية الموارد الطبيعية في البلاد.
 - يُحتفل بعيد ميلادها في 12 أغسطس من كل عام كـ "عيد الأم الوطني" في تايلاند، مما يجسد مكانتها الرمزية كأم للأمة.
 
السنوات الأخيرة وفترة الحداد
في العقد الأخير، تراجعت ظهورات الملكة الأم سيريكيت العلنية بشكل كبير بسبب تدهور حالتها الصحية، حيث كانت تتلقى العلاج بشكل مستمر منذ عام 2012. وكان آخر ظهور لها نادرًا، مما أثار قلق الشعب التايلاندي على صحتها.
ومع إعلان وفاتها، من المتوقع أن تدخل تايلاند في فترة حداد رسمي طويلة. وقد أصدرت الحكومة تعليمات بتنكيس الأعلام في جميع المؤسسات الحكومية، كما يُنتظر الإعلان عن تفاصيل مراسم الجنازة الملكية التي ستقام وفقًا للتقاليد العريقة للبلاط التايلاندي. وتُعد وفاتها نهاية حقبة مهمة في تاريخ تايلاند، حيث كانت تمثل رمزًا للاستقرار والعطاء إلى جانب زوجها الملك الراحل بوميبول.




