ترامب يسلط الضوء على الدور المحوري للسعودية والإمارات وقطر في أي اتفاق يخص غزة
أدلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات حديثة، في إطار حملته الانتخابية لعام 2024، أكد فيها على ما وصفه بالدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه دول الخليج الكبرى، وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في قطاع غزة. ويرى ترامب أن هذه الدول تمتلك نفوذاً اقتصادياً وسياسياً كبيراً يجب استثماره للضغط على الأطراف المعنية والدفع نحو حل مستدام.

تفاصيل التصريحات ومضمونها
في مقابلات صحفية جرت خلال أواخر أبريل ومطلع مايو 2024، انتقد ترامب إدارة الرئيس الحالي جو بايدن بشأن تعاملها مع الأزمة، معتبراً أن الصراع لم يكن ليحدث أو يتصاعد إلى هذا الحد لو كان هو في السلطة. وأوضح أن استراتيجيته كانت ستعتمد بشكل كبير على إشراك القوى الإقليمية الفاعلة. ووفقاً له، فإن دولاً مثل السعودية والإمارات وقطر لديها القدرة المالية الكافية للمساهمة في إعادة إعمار غزة، وهو ما يمكن استخدامه كورقة ضغط دبلوماسية قوية لحث الأطراف على القبول بتسوية. لم يقدم ترامب تفاصيل دقيقة حول آلية هذا الضغط، لكنه ألمح إلى أن ثقل هذه الدول المالي والسياسي هو مفتاح أي حل مستقبلي.
السياق والخلفية: اتفاقيات أبراهام
تستند رؤية ترامب إلى حد كبير على الإنجاز الدبلوماسي الأبرز في فترة رئاسته، وهو اتفاقيات أبراهام التي تم توقيعها في عام 2020. هذه الاتفاقيات أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين، ولاحقاً انضمت إليها السودان والمغرب. لقد غيرت هذه الاتفاقيات المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ، حيث كسرت الإجماع العربي السابق الذي كان يربط التطبيع مع إسرائيل بحل القضية الفلسطينية أولاً. يعتقد ترامب أن هذا النهج، القائم على المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة، هو النموذج الذي يمكن تطبيقه لحل الصراعات الأخرى، بما في ذلك الصراع في غزة، من خلال إشراك الدول التي لم تنضم رسمياً للاتفاقيات ولكنها أبدت انفتاحاً، مثل السعودية.
الدور الفعلي لدول الخليج في الأزمة الحالية
على أرض الواقع، تلعب دول الخليج أدواراً متنوعة ومؤثرة بالفعل في الأزمة الحالية، وإن كانت تختلف في أساليبها وأهدافها. وتبرز قطر كوسيط رئيسي في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، مستفيدة من علاقاتها مع الطرفين واستضافتها للمكتب السياسي للحركة. وقد نجحت جهودها في السابق في التوصل إلى هدن مؤقتة وصفقات لتبادل الأسرى. من ناحية أخرى، تقود المملكة العربية السعودية جهوداً دبلوماسية واسعة، مؤكدة أن أي تطبيع مستقبلي مع إسرائيل مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما تقدم المملكة مساعدات إنسانية كبيرة للقطاع. أما الإمارات، فبينما تحافظ على علاقاتها مع إسرائيل بموجب اتفاقيات أبراهام، فقد أدانت بشدة العنف ضد المدنيين ودعت مراراً إلى وقف إطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية آمنة.
الأهمية والتداعيات السياسية
تكمن أهمية تصريحات ترامب في أنها تعكس استراتيجيته المحتملة في السياسة الخارجية إذا فاز في الانتخابات المقبلة. فهو يروج لنهج يعتمد على الدبلوماسية الاقتصادية والضغط من خلال القوى الإقليمية الحليفة، بدلاً من التدخل الأمريكي المباشر. كما تهدف هذه التصريحات إلى إظهار نفسه كقائد قادر على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مستحضراً نجاحاته السابقة. وفي الوقت نفسه، تلقي هذه الرؤية الضوء على الدور المتزايد لدول الخليج كلاعبين أساسيين لا يمكن تجاهلهم في صياغة مستقبل المنطقة، وهو تحول استراتيجي بدأ في التبلور خلال العقد الماضي. ومع ذلك، يرى منتقدون أن هذا النهج قد يتجاهل تعقيدات القضية الفلسطينية وجذورها التاريخية، ويركز بشكل مفرط على الحلول الاقتصادية دون معالجة القضايا السياسية الجوهرية.




