ترامب يصرح بأن بوتين وزيلينسكي يسعيان لإنهاء الصراع في أوكرانيا
جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصريحاته التي يؤكد فيها أن كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرغبان في التوصل إلى مخرج لإنهاء الحرب المستمرة. تأتي هذه التصريحات في سياق خطاباته المتكررة خلال حملته الانتخابية، حيث يقدم نفسه على أنه القادر الوحيد على التوسط في اتفاق سلام سريع وفعال.

تفاصيل التصريحات والسياق
أوضح ترامب في مناسبات عدة أن التكاليف البشرية والمادية الهائلة للحرب تدفع كلا الزعيمين نحو البحث عن حل تفاوضي. ويربط ترامب هذه الفكرة بشكل مباشر بعودته المحتملة إلى البيت الأبيض، مكرراً وعده الشهير بأنه يستطيع "إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة". كما حذر من أن استمرار النهج الحالي في إدارة الصراع قد يؤدي إلى تصعيد خطير يمكن أن يتطور إلى حرب عالمية ثالثة، وهو ما يعتبره نتيجة حتمية لـ "ضعف" الإدارة الحالية.
خلفية المواقف الروسية والأوكرانية
على الرغم من تفاؤل ترامب، فإن مواقف طرفي النزاع الرسمية تعكس واقعاً أكثر تعقيداً وتباينًا. فالحكومة الأوكرانية، بقيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، تتمسك بخطة السلام المكونة من عشر نقاط، والتي تشترط بشكل أساسي ما يلي:
- الانسحاب الكامل للقوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليًا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس.
- استعادة وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها بالكامل.
- إنشاء محكمة خاصة لمحاسبة روسيا على جرائم الحرب.
- ضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا.
في المقابل، تصر روسيا على شروطها الخاصة لبدء أي مفاوضات جادة. وقد صرح الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولو الكرملين مراراً بأن على أوكرانيا القبول بـ"الحقائق الإقليمية الجديدة". وتشمل الشروط الروسية اعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على المناطق التي ضمتها، والتزامها بالحياد العسكري والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). هذا التباين الجذري في المواقف، خاصة فيما يتعلق بالسيادة على الأراضي، يمثل العقبة الأساسية أمام أي حوار حقيقي.
تاريخ تصريحات ترامب بشأن الحرب
ليست هذه المرة الأولى التي يدلي فيها ترامب بمثل هذه التصريحات. فمنذ بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، انتقد ترامب حجم المساعدات المالية والعسكرية الأمريكية لأوكرانيا، معتبراً أن العبء الأكبر يجب أن يقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين. كما يرى أن الحرب لم تكن لتندلع لو كان هو في السلطة، مشيراً إلى علاقته الشخصية مع الرئيس بوتين كعامل كان من الممكن أن يمنع التصعيد. وتلقى هذه الرسالة صدى لدى شريحة من الناخبين الأمريكيين الذين يفضلون سياسة "أمريكا أولاً" والحد من التدخل في النزاعات الخارجية.
الأهمية وردود الفعل
تثير تصريحات ترامب اهتماماً إعلامياً واسعاً، لكنها غالباً ما تُقابل بتجاهل أو بتأكيد المواقف الثابتة من قبل كييف وموسكو. ومع ذلك، تثير هذه التصريحات قلقاً بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين يخشون من أن فوز ترامب المحتمل قد يؤدي إلى تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا وتقويض الجبهة الموحدة ضد روسيا. يرى محللون أن هذه التصريحات، بغض النظر عن مدى واقعيتها، تلعب دوراً مهماً في تشكيل النقاش السياسي داخل الولايات المتحدة وتؤثر على صورة السياسة الخارجية الأمريكية على الساحة الدولية.





