ترامب يعيد الإشادة بـ 'الشرع' واصفاً إياه بـ 'الرجل القوي' وعلاقته بـ 'الممتازة'
في تصريحات متجددة أثارت الجدل مؤخراً، أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إبداء إعجابه بشخصية قيادية أشار إليها بـ "الشرع"، وهي تسمية تُستخدم أحياناً للإشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد في سياقات معينة. وصف ترامب هذه الشخصية بـ "الرجل القوي"، مؤكداً أنه "تفاهم معه بشكل ممتاز". تأتي هذه التصريحات لتعكس نمطاً متكرراً من إشادات ترامب بقادة يُنظر إليهم على أنهم أقوياء أو مستبدون، وهي مواقف لطالما أثارت نقاشات واسعة حول السياسة الخارجية الأمريكية وقيمها.

الخلفية والسياق
لطالما تميزت تصريحات دونالد ترامب، سواء خلال فترة رئاسته أو بعدها، بنبرة مثيرة للجدل فيما يخص زعماء دول أجنبية، خاصة أولئك الذين يُصنفون عادة ضمن فئة القادة "الأقوياء" أو "المستبدين". ففي عدة مناسبات، عبر ترامب عن تقديره لرؤساء مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. تركز إشاداته غالباً على سمات مثل "القوة" و"السيطرة" و"القدرة على إنجاز الأمور".
تتعلق هذه الإشادات الأخيرة بـ "الشرع"، وهو ما يشير ضمنياً إلى بشار الأسد، في سياق يبرز فهمه الجيد المزعوم مع هذا القائد. سبق لترامب أن أدلى بتصريحات مماثلة خلال فترة رئاسته، مما يشير إلى ثبات في وجهة نظره تجاه قيادة الأسد، على الرغم من أن إدارته فرضت عقوبات على النظام السوري ونفذت ضربات عسكرية محدودة رداً على استخدام الأسلحة الكيميائية. تعود جذور هذه العلاقة المعقدة إلى الحرب الأهلية السورية التي بدأت عام 2011، حيث اتهمت منظمات حقوق الإنسان ودول غربية نظام الأسد بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب، بما في ذلك استخدام الغازات السامة ضد المدنيين.
دلالات التصريحات وردود الفعل المحتملة
تحمل تصريحات ترامب دلالات سياسية عميقة، خصوصاً وأنها تأتي في وقت لا يزال فيه مستقبل سوريا غير مستقر، وتواصل فيه الولايات المتحدة فرض عقوبات على نظام الأسد تحت قوانين مثل قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين. يمكن أن تُفهم هذه الإشادات على أنها:
- تأثير على السياسة الخارجية الأمريكية: قد تُرى هذه التصريحات كتقويض للجهود الأمريكية الرسمية الرامية لعزل نظام الأسد ومحاسبته على انتهاكاته.
- تشجيع لأنظمة أخرى: قد يرى قادة آخرون في هذه الإشادات دعماً غير مباشر لمقارباتهم القمعية أو غير الديمقراطية.
- تأجيج للجدل المحلي: من المرجح أن تثير هذه التصريحات انتقادات واسعة من قبل المعارضين السياسيين لترامب، بما في ذلك الديمقراطيون وبعض الجمهوريين، وكذلك من قبل جماعات حقوق الإنسان التي ترى في الأسد مسؤولاً عن معاناة ملايين السوريين.
- تفسير للعلاقات الشخصية: يرى البعض أن ترامب يقدر العلاقات الشخصية المباشرة مع القادة الأجانب، ويفضل التفاهمات الثنائية على الدبلوماسية المتعددة الأطراف أو الالتزام الصارم بالبروتوكولات الدبلوماسية.
موقف الإدارات الأمريكية السابقة والحالية تجاه سوريا
على مدى العقد الماضي، كان الموقف الأمريكي الرسمي تجاه نظام بشار الأسد ثابتاً نسبياً في الدعوة إلى رحيله أو على الأقل تحقيق انتقال سياسي لا يشمل بقاءه. فرضت إدارات متعاقبة، بدءاً من إدارة باراك أوباما وصولاً إلى إدارة جو بايدن الحالية، عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على سوريا، ودعمت فصائل المعارضة، وإن تباينت درجات الدعم. قامت إدارة ترامب نفسها بشن ضربات صاروخية محدودة على أهداف تابعة للنظام السوري بعد هجمات كيميائية مزعومة. ومع ذلك، لطالما كانت تصريحات ترامب الشخصية حول الأسد تختلف أحياناً عن السياسة الرسمية لإدارته، مما خلق نوعاً من التناقض أو الازدواجية في الرسالة الأمريكية.
أهمية الخبر
تكمن أهمية هذه التصريحات المتجددة في أنها تسلط الضوء مرة أخرى على نهج دونالد ترامب الفريد في التعامل مع القضايا الدولية والقادة الأجانب، وهو نهج يركز على تصورات القوة الشخصية والتفاهم المباشر، حتى مع شخصيات يعتبرها المجتمع الدولي مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق. بينما يستمر الجدل حول أفضل السبل للتعامل مع النزاعات الدولية والأزمات الإنسانية، فإن آراء شخصية بمثل هذا التأثير تظل جزءاً محورياً من الخطاب السياسي العالمي، وتشكل محوراً للنقاش حول الدور الأمريكي في العالم، خاصة مع اقتراب فترات انتخابية محتملة قد يعود فيها ترامب إلى الواجهة السياسية بشكل أكبر.





