ترحيب أوروبي مشترك باتفاق الهدنة وإطلاق سراح الرهائن في غزة
أصدر قادة الدول الأوروبية الثلاث الكبرى، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بيانًا مشتركًا رحبوا فيه بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن هدنة إنسانية مؤقتة في قطاع غزة. وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عن ارتياحهم لبدء تنفيذ الاتفاق الذي يتضمن وقفًا لإطلاق النار وإطلاق سراح دفعة أولى من الرهائن الذين كانوا محتجزين لدى حركة حماس.

تفاصيل الموقف الأوروبي
في بيانهم الصادر أواخر شهر نوفمبر 2023، شدد القادة الثلاثة على أن الاتفاق يمثل خطوة حاسمة ومهمة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة في القطاع. وأكدوا على ضرورة التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق من جميع الأطراف، معربين عن أملهم في أن تتيح هذه الهدنة فرصة لإدخال كميات أكبر من المساعدات الإغاثية والطبية والوقود إلى سكان غزة الذين يواجهون ظروفًا كارثية.
كما تضمن الموقف الأوروبي النقاط الرئيسية التالية:
- الدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين فورًا ودون شروط.
- الإشادة بالجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى هذا الاتفاق.
- التأكيد على ضرورة حماية المدنيين من الجانبين وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
- التعبير عن القلق العميق إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة، والدعوة إلى زيادة وتيرة المساعدات بشكل مستدام.
خلفية الاتفاق وأهميته
جاء هذا الترحيب الأوروبي في سياق بدء سريان هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد بين إسرائيل وحركة حماس. وقد نص الاتفاق، الذي بدأ تنفيذه في 24 نوفمبر 2023، على وقف شامل للأعمال القتالية في جميع أنحاء قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح 50 من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، على أن يتم بالمقابل الإفراج عن 150 أسيرًا فلسطينيًا من النساء والأطفال من السجون الإسرائيلية. وشمل الاتفاق أيضًا السماح بدخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والوقود إلى القطاع يوميًا.
اعتبر هذا الاتفاق أول انفراجة دبلوماسية حقيقية منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر من نفس العام. ومثّل الموقف الأوروبي الموحد رسالة دعم قوية للجهود الدبلوماسية، كما عكس حجم الضغط الدولي المتزايد على الأطراف المتحاربة لوقف القتال وتجنب المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.
دعوات إلى حل دائم
لم يقتصر بيان القادة الأوروبيين على الترحيب بالهدنة المؤقتة، بل شددوا أيضًا على أنها يجب أن تكون أساسًا لجهود أوسع تهدف إلى تحقيق سلام دائم ومستدام. وجددوا التزامهم بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد القادر على ضمان أمن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وإنهاء دوامة العنف. وحذر القادة من مخاطر اتساع رقعة الصراع في المنطقة، داعين جميع الأطراف الإقليمية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وفي الختام، أكدوا على أن هذه الهدنة، رغم أهميتها، ليست سوى خطوة أولى، وأن العمل يجب أن يستمر بشكل حثيث لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وتحقيق حل سياسي عادل وشامل.





