جدل حول أنباء انضمام كازاخستان للاتفاقيات الإبراهيمية بوساطة ترامب
تداولت تقارير غير مؤكدة خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتحديدًا في أواخر عام 2020، أنباءً حول إمكانية انضمام كازاخستان إلى "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي هدفت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية والإسلامية. ورغم أن هذه الأنباء أثارت اهتمامًا واسعًا في ذلك الوقت، إلا أنها لم تتجسد في إعلان رسمي من أي من الأطراف المعنية، مما يترك حقيقة الأمر في دائرة التكهنات والدبلوماسية غير المعلنة.

خلفية الاتفاقيات الإبراهيمية
تمثل الاتفاقيات الإبراهيمية سلسلة من معاهدات السلام والتطبيع الدبلوماسي التي بدأت في النصف الثاني من عام 2020 بوساطة أمريكية مكثفة. وقد أدت هذه الجهود إلى إقامة علاقات رسمية كاملة بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، قبل أن ينضم إليهما لاحقًا السودان والمغرب. شكلت هذه الاتفاقيات تحولًا استراتيجيًا في دبلوماسية الشرق الأوسط، حيث كسرت عقودًا من الإجماع العربي الذي ربط التطبيع مع إسرائيل بحل القضية الفلسطينية أولاً. كانت الإدارة الأمريكية آنذاك تسعى لتوسيع دائرة الدول المنضمة إلى هذه المبادرة، مما جعل دولاً أخرى، ومنها كازاخستان، محط أنظار المحللين.
طبيعة العلاقات بين كازاخستان وإسرائيل
من المهم الإشارة إلى أن وضع كازاخستان يختلف جوهريًا عن الدول العربية التي انضمت للاتفاقيات. فكازاخستان، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة في آسيا الوسطى، تقيم علاقات دبلوماسية كاملة ومستقرة مع إسرائيل منذ عام 1992، أي بعد فترة وجيزة من استقلالها عن الاتحاد السوفيتي. وتتمتع الدولتان بتعاون قائم بالفعل في مجالات متنوعة تشمل التجارة، والتكنولوجيا الزراعية، والأمن. لذلك، فإن انضمامها المفترض للاتفاقيات الإبراهيمية لم يكن ليمثل "تطبيعًا" بالمعنى التقليدي، بل ربما ترقية للعلاقات القائمة أو انضمامًا رمزيًا إلى المحور الدبلوماسي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة.
حقيقة الإعلان المزعوم
على الرغم من التكهنات التي انتشرت حول وجود محادثات بوساطة أمريكية لضم كازاخستان، لم يصدر أي بيان رسمي يؤكد هذا الخبر. فالبحث في أرشيف الأخبار للمؤسسات الإعلامية الموثوقة خلال تلك الفترة لا يُظهر أي أثر لإعلان رسمي من البيت الأبيض أو من حكومتي إسرائيل وكازاخستان بشأن هذا الانضمام. كما لم يتم تأكيد إجراء المكالمة الهاتفية الثلاثية التي قيل إنها جمعت ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف لإتمام الاتفاق. وبناءً على ذلك، يبقى خبر انضمام كازاخستان رسميًا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية ضمن دائرة المعلومات غير المثبتة التي رافقت الزخم الدبلوماسي في الأشهر الأخيرة من ولاية ترامب.




