جريمة تهز مصر: أب يقتل زوجته وأطفاله الثلاثة في الجيزة والديون هي الدافع
في واقعة مأساوية أثارت صدمة واسعة في الشارع المصري، شهدت منطقة الهرم بمحافظة الجيزة في أوائل شهر مارس 2024، جريمة قتل أسرية مروعة راح ضحيتها أم وأطفالها الثلاثة على يد الأب، الذي أقر بارتكاب الجريمة بسبب مروره بضائقة مالية خانقة وديون متراكمة عجز عن سدادها.

تفاصيل اكتشاف الجريمة المروعة
بدأت خيوط القضية تتكشف عندما انقطع اتصال أسرة الزوجة بها لعدة أيام، مما أثار قلقهم ودفع والدها للتوجه إلى شقتها للاطمئنان عليها. عند وصوله، وجد الأب باب الشقة مغلقًا ولم يتلق أي استجابة، فقام بكسر الباب ليجد نفسه أمام مشهد مروع؛ حيث عثر على ابنته وأحفاده الثلاثة جثثًا هامدة في أماكن متفرقة من الشقة. على الفور، تم إبلاغ الأجهزة الأمنية التي حضرت إلى مسرح الجريمة وبدأت في إجراء تحرياتها الأولية.
الضحايا الذين لقوا حتفهم في هذه المأساة هم:
- الزوجة: رانيا.
- الابنة الكبرى: ملك.
- الابنة الوسطى: جنى.
- الابن الأصغر: آدم، وكان رضيعًا.
كشفت المعاينات الأولية أن الوفاة لم تكن طبيعية، وبدا واضحًا وجود شبهة جنائية، مما استدعى تكثيف التحريات للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد هوية الجاني.
الدافع والتحقيقات الرسمية
لم يدم البحث عن الجاني طويلاً، حيث سرعان ما اعترف الزوج، ويدعى عبد المولى ويعمل طاهيًا، بارتكابه الجريمة. وفي اعترافات صادمة أمام جهات التحقيق، أقر بأنه أقدم على قتل أسرته بأكملها بعد أن ضاقت به السبل وفشل في توفير متطلباتهم الأساسية بسبب الديون التي أغرقته. وأوضح أنه شعر بالعجز واليأس، ورأى في قتلهم ثم الانتحار وسيلة لـ"إراحتهم من الشقاء" وإنهاء معاناتهم ومعاناته.
وفقًا لاعترافاته، قام المتهم بوضع أقراص مخدرة ومنومة في وجبة العشاء لزوجته وأطفاله. وبعد أن تأكد من أنهم غابوا عن الوعي، قام بخنقهم واحدًا تلو الآخر حتى فارقوا الحياة. وبعد ارتكاب جريمته، حاول المتهم إنهاء حياته بتناول كمية من نفس الأقراص، إلا أنه نجا وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج تحت حراسة أمنية مشددة.
أصدرت النيابة العامة المصرية قرارات عاجلة في القضية، حيث أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، وانتدبت الطب الشرعي لتشريح جثامين الضحايا وتحديد السبب الدقيق للوفاة، كما قامت بمعاينة مسرح الجريمة ورفع الأدلة والبصمات لاستكمال ملف القضية.
تداعيات وصدمة في المجتمع
خلّفت الجريمة حالة من الحزن والغضب العارم في مصر، وتحولت إلى قضية رأي عام سيطرت على نقاشات وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. عبّر المواطنون عن صدمتهم من بشاعة الجريمة، خاصة أنها جاءت من الأب الذي يُفترض أن يكون مصدر الأمان لأسرته. وأعادت الحادثة تسليط الضوء على الآثار المدمرة للضغوط الاقتصادية على الأسر، وفتحت نقاشًا مجتمعيًا واسعًا حول أهمية الدعم النفسي وضرورة توفير آليات لمساعدة الأفراد الذين يمرون بأزمات مالية ونفسية حادة قبل وصولهم إلى نقطة الانهيار.
أشار خبراء علم الاجتماع وعلم النفس إلى أن مثل هذه الجرائم، المعروفة بـ"القتل الأسري"، غالبًا ما تكون ناتجة عن مزيج معقد من العوامل تشمل اليأس المالي، والاكتئاب الشديد، والشعور بالعجز، وغياب شبكات الدعم الاجتماعي والأسري الفعالة. ولا تزال القضية قيد التحقيق لدى السلطات القضائية تمهيدًا لمحاكمة المتهم.




