صحفي سوداني يشيد باستقبال مصر لـ'الفارين من الحرب' بـ'قلبها قبل بيوتها'
أكدت تقارير وتصريحات متعددة، خلال الفترة الممتدة من منتصف عام 2023 وحتى أوائل عام 2024، على الدور المحوري الذي لعبته مصر في استضافة مئات الآلاف من السودانيين الفارين من ويلات الحرب الأهلية التي اندلعت في بلادهم. وفي هذا السياق، أثنى صحفيون وكتاب سودانيون على الاستقبال المصري للاجئين، مشيرين إلى شعور بالدفء والترحيب يتجاوز مجرد توفير المأوى. ويعكس وصف «مصر فتحت قلبها قبل بيوتها» عمق العلاقات الأخوية والتضامن الإنساني الذي ساد في ظل الأزمة.
خلفية الأزمة السودانية وتداعياتها
اندلع الصراع المسلح في السودان في منتصف أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق. وقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط آلاف الضحايا وتشريد الملايين داخل السودان، بالإضافة إلى نزوح أعداد هائلة إلى الدول المجاورة. وباعتبارها الجارة الشمالية للسودان وتمتلك حدوداً طويلة معه وعلاقات تاريخية وثيقة، كانت مصر الوجهة الطبيعية لمئات الآلاف من السودانيين الباحثين عن الأمان، خاصة وأن العديد منهم يمتلكون أقارب أو علاقات في مصر.
استجابة مصر للأزمة الإنسانية
منذ الأيام الأولى للأزمة، فتحت مصر حدودها أمام الفارين، مستقبلة موجات متتالية من اللاجئين. ورغم التحديات اللوجستية والأمنية، عملت السلطات المصرية على تسهيل دخول السودانيين، مع إعطاء الأولوية للحالات الإنسانية والعائلات. ورغم أن مصر فرضت لاحقًا متطلبات تأشيرة دخول على بعض الفئات العمرية من الرجال، إلا أنها واصلت تقديم التسهيلات الاستثنائية للعديد من الحالات الإنسانية، مع التأكيد على دعمها للشعب السوداني.
تضمنت جهود الاستقبال والمساعدة ما يلي:
- الدعم الحكومي: عملت الحكومة المصرية على تسجيل الوافدين وتقديم بعض الخدمات الأساسية، رغم محدودية الموارد.
- المجتمع المدني: لعبت منظمات المجتمع المدني والأفراد المصريون دورًا بارزًا في تقديم المساعدة العاجلة، من توفير المأوى المؤقت والطعام والمستلزمات الأساسية إلى المساعدة في الاندماج الأولي.
- الرعاية الصحية والتعليم: سعت مصر، قدر الإمكان، إلى دمج اللاجئين في أنظمتها التعليمية والصحية، خاصة الأطفال، مما ألقى بعبء إضافي على هذه القطاعات.
شهادات الود والتضامن
أعرب العديد من السودانيين الذين وصلوا إلى مصر عن تقديرهم العميق للترحيب الذي لاقوه. وقد سلطت شهادة الصحفي السوداني الضوء على هذه المشاعر، مشيرًا إلى أن الاستقبال كان أكثر من مجرد إيواء، بل كان مصحوبًا بـ «فتح القلب» قبل «البيوت». هذه العبارة تجسد الشعور بالأخوة والتضامن الثقافي والاجتماعي العميق بين الشعبين، الذي يمتد عبر قرون من التاريخ المشترك ووحدة وادي النيل. وقد وجدت هذه الشهادات صدى واسعًا في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التي غطت تدفق اللاجئين.
التحديات والآفاق المستقبلية
على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه مصر تحديات كبيرة في استضافة هذا العدد الهائل من اللاجئين، خاصة في ظل ضغوطها الاقتصادية الخاصة ومحدودية الدعم الدولي. وقد دعت مصر مرارًا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم لمساعدتها على تحمل أعباء الاستضافة. وفي حين لا يزال مستقبل السودان غير واضح، تظل مصر ملاذًا رئيسيًا لآلاف السودانيين، مؤكدة على دورها كشريك إقليمي أساسي في الأزمات الإنسانية.





