حماس تسلم الصليب الأحمر جثتي رهينتين إسرائيليتين في غزة
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صدر مؤخراً عن تسلمها جثتي رهينتين إسرائيليتين كانت تحتجزهما حركة حماس في قطاع غزة. وجاءت هذه الخطوة في إطار الجهود الإنسانية المستمرة، حيث عملت المنظمة كوسيط محايد لتسهيل عملية النقل. ومن المقرر أن يتم تسليم الجثتين إلى السلطات الإسرائيلية عبر معبر حدودي، حيث سيتم إجراء الفحوصات اللازمة لتأكيد هويتيهما بشكل رسمي وإبلاغ عائلتيهما.

التفاصيل والتطورات الأخيرة
تمت عملية التسليم في منطقة تم الاتفاق عليها داخل قطاع غزة، وبحضور فرق من الصليب الأحمر التي تأكدت من تنفيذ الإجراءات وفقاً للبروتوكولات الإنسانية. ورغم أن هوية الرهينتين لم تُعلن بعد، فإن هذه التطورات تأتي في وقت حرج، حيث لا تزال المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس مستمرة بوساطة دولية. وتعتبر إعادة جثامين المحتجزين أحد المطالب الرئيسية التي تؤكد عليها إسرائيل في أي اتفاق محتمل، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن الأحياء.
خلفية الأحداث وسياق المفاوضات
تعود أزمة الرهائن إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات إسرائيلية في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن احتجاز ما يقرب من 250 شخصاً ونقلهم إلى غزة. ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق سراح العشرات منهم ضمن صفقة تبادل مؤقتة في نوفمبر الماضي، بينما تمكن الجيش الإسرائيلي من تحرير عدد قليل في عمليات عسكرية. ولا يزال مصير أكثر من مئة رهينة مجهولاً، حيث يُعتقد أن عدداً منهم قد لقوا حتفهم إما خلال الهجوم أو نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وتلعب جهات دولية مثل قطر ومصر والولايات المتحدة دوراً محورياً في التوسط لإبرام اتفاق جديد يهدف إلى وقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل شاملة. وتتعثر هذه المفاوضات بشكل متكرر بسبب تباين المطالب بين الطرفين، حيث تشترط حماس وقفاً دائماً للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية التي تصر على استكمال أهدافها العسكرية.
الأهمية والتداعيات
تحمل هذه الخطوة أهمية إنسانية كبيرة بالنسبة لعائلتي الرهينتين، حيث تتيح لهما إمكانية دفن ذويهما وتوديعهما بشكل لائق، مما يضع نهاية لحالة من عدم اليقين المؤلمة. على الصعيد السياسي، قد يُنظر إلى هذه العملية على أنها بادرة قد تساهم في بناء قدر ضئيل من الثقة بين الأطراف المتفاوضة، أو قد تستخدمها حماس للضغط من أجل تلبية مطالبها. وفي المقابل، يزيد هذا الحدث من الضغط الشعبي والسياسي على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق سريع يعيد جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، إلى ديارهم.
ردود الفعل المحتملة
من المتوقع أن تصدر ردود فعل متباينة من الأطراف المعنية والمجتمع الدولي، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الجانب الإسرائيلي: ينتظر أن يؤكد الجيش الإسرائيلي استلام الجثتين بعد إتمام عملية التعرف عليهما رسمياً، مع تجديد التعهد ببذل كل الجهود الممكنة لإعادة جميع المحتجزين.
- حركة حماس: قد تصدر الحركة بياناً توضح فيه أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياق إنساني أو كجزء من تفاهمات غير معلنة، مؤكدةً على مواقفها وشروطها للتفاوض.
- الوسطاء الدوليون: من المرجح أن ترحب الدول الوسيطة والمنظمات الدولية بالخطوة، مع دعوتها الطرفين للبناء عليها للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الأزمة الإنسانية ويطلق سراح جميع الرهائن.





