حماس تطالب بضمانات واضحة لوقف دائم للحرب في غزة والوسطاء يكثفون جهودهم
أكدت حركة حماس، على لسان القيادي البارز فيها خليل الحية، أن موافقتها النهائية على مقترح وقف إطلاق النار الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مرهونة بالحصول على ضمانات صريحة ومكتوبة بإنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة. وتأتي هذه التصريحات في وقت حاسم تتزايد فيه الضغوط الدولية على الطرفين للتوصل إلى اتفاق ينهي الصراع المستمر منذ أشهر.

تفاصيل الموقف الحمساوي
في تصريحات صدرت خلال الأيام القليلة الماضية، أوضح الحية أن الحركة تنظر بإيجابية إلى الخطوط العريضة للمقترح الذي تم تقديمه عبر الوسطاء في قطر ومصر، لكنها تخشى من أن تكون الصياغة الحالية للمقترح قابلة للتأويل. وأشار إلى أن القلق الرئيسي يكمن في إمكانية استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تتضمن تبادلاً محدوداً للأسرى والمحتجزين وهدنة مؤقتة.
وتصر حماس على أن أي اتفاق يجب أن يضمن بشكل لا لبس فيه الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، التي تنص على وقف دائم للأعمال العدائية. وبناءً على ذلك، حددت الحركة مطالبها الأساسية للموافقة على الصفقة:
- نص واضح وملزم ينص على وقف دائم لإطلاق النار.
- جدول زمني واضح ومحدد لانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
- ضمانات دولية، بقيادة الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميين، لتنفيذ جميع بنود الاتفاق دون انتقائية.
دور الوسطاء والموقف الأمريكي
يأتي هذا التطور بعد أن عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن ما وصفه بأنه مقترح إسرائيلي جديد مكون من ثلاث مراحل يهدف إلى إنهاء الحرب بشكل شامل. وأكد بايدن أن المقترح يمثل فرصة حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار وإعادة إعمار غزة. وتعمل الإدارة الأمريكية، إلى جانب قطر ومصر، على تكثيف الجهود الدبلوماسية لدفع الطرفين نحو قبول هذا الإطار.
وقد دعا الوسطاء، في بيانات منفصلة، كلاً من حماس وإسرائيل إلى التعامل مع المقترح بجدية. وأكدت وزارة الخارجية القطرية على أهمية التوصل إلى اتفاق يضمن وقفاً فورياً ودائماً لإطلاق النار وتبادل الأسرى، بما يمهد الطريق لعملية سياسية أوسع. إلا أن الفجوة لا تزال قائمة بين تفسير حماس للمقترح وبين الموقف المعلن من الجانب الإسرائيلي.
الخلفية والموقف الإسرائيلي
على الرغم من أن المقترح وُصف أمريكياً بأنه "إسرائيلي"، فإن التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثارت شكوكاً حول التزام إسرائيل بإنهاء الحرب بشكل كامل. فقد أكد نتنياهو مراراً أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء على القدرات العسكرية والسياسية لحركة حماس.
ويشير هذا التباين في المواقف إلى التحدي الأكبر الذي يواجه الوسطاء، حيث تسعى حماس للحصول على ضمانات بإنهاء الحرب، بينما تبدو إسرائيل غير مستعدة لتقديم مثل هذا الالتزام الصريح قبل تحقيق ما تعتبره نصراً حاسماً. ويرى مراقبون أن الضغط الداخلي على الحكومة الإسرائيلية من قبل شركائها في الائتلاف اليميني المتشدد يعقد من قدرتها على الموافقة على وقف دائم للحرب كجزء من الصفقة.
الأهمية والتداعيات
تكمن أهمية هذه المرحلة من المفاوضات في كونها قد تمثل الفرصة الأخيرة لتجنب تصعيد أوسع للصراع وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. إن مواقف الطرفين الحالية تضع مصير الصفقة على المحك، حيث يعتمد نجاحها على قدرة الوسطاء، وخاصة الولايات المتحدة، على تقديم صيغة تضمن لحماس أهدافها المتعلقة بإنهاء الحرب، وتوفر في الوقت ذاته لإسرائيل ما تعتبره ضمانات أمنية. وبدون جسر هذه الهوة، يبقى احتمال العودة إلى المفاوضات المتعثرة أو استئناف القتال قائماً بقوة.





