حماس توضح ملابسات فيديو إسرائيلي يظهر مقاتليها قرب جثامين أسرى
أصدرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بياناً في أواخر مايو 2024، قدمت فيه روايتها بشأن مقطع فيديو نشرته إسرائيل يظهر مسلحين في أحد الأنفاق بقطاع غزة. جاء هذا التوضيح رداً على اتهامات الجيش الإسرائيلي بأن مقاتلي الحركة كانوا ينبشون جثث أسرى إسرائيليين. تقدم حماس تفسيراً بديلاً للأحداث، مؤكدة أن مقاتليها كانوا يقومون بتأمين المكان وتفحصه بعد عملية عسكرية إسرائيلية خاصة.
خلفية الحادثة
في وقت سابق من شهر مايو 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي عن نجاحه في استعادة جثامين ثلاثة أسرى من مخيم جباليا شمال قطاع غزة. والأسرى هم شاني لوك، وعميت بوسكيلا، وإسحاق غليرنتر، الذين قُتلوا خلال هجوم السابع من أكتوبر وتم نقل جثامينهم إلى غزة. وكجزء من إعلانه، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات قال إنها صُورت بواسطة طائرة مسيرة خلال العملية، بهدف إظهار ما وصفه بـ "وحشية حماس" في التعامل مع رفات الأسرى.
محتوى الفيديو والرواية الإسرائيلية
يُظهر مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع، أفراداً مسلحين داخل نفق وهم يتحركون حول ما يبدو أنها أكياس جثث. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن هؤلاء الأفراد هم عناصر من حماس، وأن الفيديو يوثق قيامهم بنقل رفات الأسرى والعبث بها. تم تقديم هذه اللقطات كدليل على أن الحركة تحتجز الجثامين وتتعامل معها بطريقة غير إنسانية، وهو ما شكّل جزءاً أساسياً من الرواية الإسرائيلية لتبرير عملياتها العسكرية في غزة.
توضيح حماس وروايتها المضادة
في المقابل، قدمت كتائب القسام تفسيراً مختلفاً تماماً للأحداث. ففي بيانها، أكدت أن مقاتليها لم يكونوا هم من استخرجوا الجثامين أو عبثوا بها، بل وصلوا إلى النفق بعد أن قامت قوة إسرائيلية خاصة بتنفيذ عملية تسلل لاستعادة الجثث. وذكر البيان أن القوة الإسرائيلية استخدمت عبوات ناسفة لتفجير أجزاء من النفق للوصول إلى الرفات، مما أدى إلى تغيير معالم المكان.
ووفقاً لرواية القسام، فإن الهدف من وجود مقاتليها في الموقع كان تأمين المنطقة والتحقق مما حدث بالضبط. وأوضحت أن الإجراءات التي ظهرت في الفيديو، والتي وصفتها إسرائيل بـ"التمويه" أو "النبش"، كانت في حقيقة الأمر جزءاً من بروتوكول أمني لفحص المكان والتأكد من عدم وجود كمائن أو عبوات ناسفة قد تكون القوة الإسرائيلية المنسحبة قد تركتها خلفها. وأكدت الحركة على النقاط التالية في تبريرها:
- وصل المقاتلون إلى الموقع بعد مغادرة القوة الإسرائيلية الخاصة.
- كانت مهمتهم الأساسية هي تقييم الأضرار والتحقيق في طبيعة العملية الإسرائيلية.
- الإجراءات المتخذة كانت احترازية لتأمين النفق من أي أخطار محتملة.
- اتهمت حماس الجيش الإسرائيلي بنشر لقطات مجتزأة ومضللة لصرف الانتباه عما وصفته بـ"جريمة نبش القبور" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي نفسه.
الأهمية والسياق الأوسع
تُبرز هذه الحادثة بوضوح أحد جوانب الصراع الحالي، وهو الحرب الإعلامية والمعلوماتية بين الطرفين. يسعى كل من الجيش الإسرائيلي وحركة حماس إلى توظيف المواد المرئية لتعزيز روايته والتأثير على الرأي العام المحلي والدولي. بالنسبة لإسرائيل، يهدف نشر مثل هذه الفيديوهات إلى تأكيد الصورة السلبية لحماس وتبرير استمرار الحرب. أما بالنسبة لحماس، فإن إصدار بيانات مضادة يهدف إلى تفنيد الاتهامات الإسرائيلية وتقديم نفسها كحركة مقاومة تتصرف بمسؤولية في مواجهة ما تعتبره عدواناً. كما تعيد هذه الواقعة تسليط الضوء على القضية الإنسانية المؤلمة المتعلقة بالأسرى وجثامين المحتجزين، والتي لا تزال تشكل محوراً رئيسياً في أي مفاوضات مستقبلية بين الطرفين.




