حماس تتهم إسرائيل بـ'التضليل' وتؤكد فشل عملياتها في استعادة الأسرى
في تصريحات حديثة صدرت في خضم الصراع المستمر في قطاع غزة، وجهت حركة حماس اتهامات لإسرائيل بشن حملات "تضليل وفبركة" إعلامية لإخفاء ما وصفته بفشل عملياتها العسكرية في الوصول إلى الأسرى المحتجزين لديها. وأكدت الحركة أن جناحها العسكري، كتائب القسام، يتعامل مع ملف الأسرى بـ"عمليات دقيقة ومعقدة"، في إشارة إلى أن الحل العسكري ليس خيارًا ممكنًا لاستعادتهم.

تفاصيل الاتهامات والسياق الميداني
أوضح الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، أن الرواية الإسرائيلية المتعلقة باستعادة جثث بعض الأسرى من القطاع هي جزء من محاولة لتقديم صورة نصر وهمية للرأي العام الإسرائيلي. وشددت حماس على أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح في تحرير أي أسير على قيد الحياة عبر عملياته العسكرية المباشرة، وأن المحاولات القليلة التي قام بها باءت بالفشل، وأحيانًا أدت إلى مقتل أسرى آخرين، وفقًا لبيانات سابقة صدرت عن الحركة.
على الجانب الآخر، يعلن الجيش الإسرائيلي بشكل دوري عن تنفيذ عمليات خاصة بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة داخل قطاع غزة، والتي تسفر أحيانًا عن استعادة جثامين أسرى. وتؤكد إسرائيل أن الضغط العسكري المستمر على حماس هو السبيل الوحيد لخلق الظروف المواتية لإعادة جميع المحتجزين وتفكيك قدرات الحركة.
حرب الروايات وتأثيرها
تندرج هذه التصريحات المتبادلة في إطار حرب نفسية وإعلامية أوسع بين الطرفين، حيث يسعى كل منهما إلى فرض روايته والتأثير على الرأي العام المحلي والدولي. وتهدف حماس من خلال هذه البيانات إلى:
- زعزعة ثقة المجتمع الإسرائيلي في قيادته العسكرية والسياسية.
- الضغط على الحكومة الإسرائيلية للعودة إلى مسار المفاوضات والقبول بشروط المقاومة.
- إظهار السيطرة والتحكم في مصير الأسرى رغم العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة.
في المقابل، تستخدم إسرائيل إعلاناتها عن استعادة الجثامين كدليل على جدوى عملياتها العسكرية ونجاحها الاستخباراتي، وذلك لتعزيز الجبهة الداخلية وتبرير استمرار الحرب رغم التكاليف البشرية والمادية الباهظة.
الأبعاد السياسية ومستقبل المفاوضات
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة حالة من الجمود. وتلقي الخلافات العميقة حول شروط وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية بظلالها على أي إمكانية للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة. ويبقى مصير الأسرى المحتجزين في غزة هو القضية الأكثر حساسية وتعقيدًا، حيث يمثل ورقة ضغط أساسية لكلا الطرفين في أي مفاوضات مستقبلية لإنهاء الصراع.



