حماس تعلن تسليم جثة أسير إسرائيلي للصليب الأحمر
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ممثلة بكتائب القسام، في بيان صدر مؤخراً، أنها سلمت جثة أسير إسرائيلي إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة. يأتي هذا التطور في خضم الصراع المستمر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، ويسلط الضوء مجدداً على قضية الأسرى المحتجزين والتداعيات الإنسانية للنزاع.

تفاصيل التسليم ودور الصليب الأحمر
أوضحت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيانها أن الجثة التي تم تسليمها تعود للأسير إلعاد كاتسير، الذي كان قد ظهر في مقاطع فيديو سابقة بثتها الحركة. وزعمت كتائب القسام أن كاتسير توفي نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وهو ادعاء لم يتم تأكيده بشكل مستقل من مصادر محايدة. وأفادت مصادر بأن عملية التسليم تمت عبر نقطة تواصل محددة في القطاع، بحضور ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
تضطلع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدور حيوي كجهة إنسانية محايدة في مناطق النزاع المسلح، وتتمثل مهمتها في حماية أرواح وكرامة ضحايا الحروب وتقديم المساعدة لهم. وفي هذا السياق، تقوم اللجنة بتسهيل عمليات تسليم الجثامين وتبادل المعلومات عن الأسرى والمحتجزين بين الأطراف المتحاربة، بما يتماشى مع مبادئ القانون الإنساني الدولي. وقد أكدت اللجنة استلام الجثة، مشيرة إلى أن دورها يقتصر على تسهيل هذه الإجراءات لأسباب إنسانية بحتة، دون الخوض في التفاصيل المتعلقة بظروف الوفاة أو التبعات السياسية للحدث.
ردود الفعل الإسرائيلية والخلفية
من جانبها، أكدت السلطات الإسرائيلية استلامها لجثة الأسير، معربة عن حزنها العميق إزاء وفاة كاتسير. وأشارت إلى أن عملية تحديد الهوية النهائية جارية، وقد تم إبلاغ عائلته بالخبر المأساوي. وقد جددت إسرائيل، على لسان مسؤولين حكوميين، مطالبتها بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة منذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر 2023، مشددة على مسؤولية حماس الكاملة عن سلامتهم ورفاهيتهم.
تتعلق هذه القضية بالهجوم الواسع النطاق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز ما يقارب 250 إسرائيلياً وأجنبياً كرهائن. ومنذ ذلك الحين، تم الإفراج عن حوالي 100 رهينة خلال هدنة مؤقتة في نوفمبر 2023، لكن ما يقرب من 130 أسيراً يُعتقد أنهم لا يزالون محتجزين في القطاع، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدداً منهم قد فارق الحياة.
الأهمية والتداعيات المحتملة
تأتي عملية تسليم جثة الأسير هذه في ظل مفاوضات صعبة وغير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة من دول مثل قطر ومصر والولايات المتحدة، تهدف إلى التوصل إلى صفقة أوسع تشمل وقف إطلاق نار طويل الأمد وتبادل للأسرى والجثامين. ورغم أن تسليم جثة واحدة يمثل حدثاً مأساوياً بحد ذاته، إلا أنه قد يُنظر إليه أحياناً كإشارة ضمنية على استمرار قنوات الاتصال، أو محاولة من حماس لتخفيف الضغط الدولي بشأن قضية الأسرى والمحتجزين.
تُعد قضية الأسرى المحتجزين في غزة محوراً رئيسياً لأي تسوية مستقبلية للصراع، وتتسبب في ضغط داخلي هائل على الحكومة الإسرائيلية، حيث تتواصل مظاهرات عائلات الأسرى للمطالبة بعودتهم. على الصعيد الدولي، تتصاعد الدعوات إلى احترام القانون الإنساني الدولي، والتعامل بمسؤولية مع جميع الأسرى، سواء الأحياء أو الجثامين. ويعكس هذا التطور الواقع المعقد والمؤلم للنزاع، ويُذكر الجميع بالتكلفة البشرية الباهظة التي يدفعها المدنيون والمتورطون على حد سواء. ويبقى مصير بقية الأسرى معلقاً، مع استمرار الجهود الدبلوماسية الرامية لضمان عودتهم.



