تقارير إعلامية إسرائيلية: ترامب طرح مبادرة لاستسلام مقاتلي حماس في الأنفاق مقابل عفو مشروط
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية مؤخراً عن مقترح غير تقليدي يُنسب إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قُدّم خلال فترة رئاسته، بهدف إنهاء وجود مقاتلي حركة حماس في شبكة الأنفاق الواسعة تحت قطاع غزة. وبحسب ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن المبادرة كانت تقضي باستسلام عناصر الحركة وتسليم أسلحتهم بالكامل مقابل حصولهم على عفو مشروط من إسرائيل، مع إمكانية مغادرتهم للقطاع.

تفاصيل المقترح المزعوم
وفقاً للتقرير الذي بثته القناة الإسرائيلية، فإن فكرة ترامب طُرحت مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الموساد آنذاك يوسي كوهين. وتضمنت الخطة تفاصيل محددة لآلية التنفيذ، حيث كان من المفترض أن يخرج جميع مقاتلي حماس من الأنفاق بشكل منظم ويسلموا أنفسهم وأسلحتهم للقوات الإسرائيلية. في المقابل، كانت إسرائيل ستلتزم بمنحهم عفواً مشروطاً، وهو ما يعني إسقاط الملاحقة القضائية عنهم، مع دراسة خيار السماح لهم بمغادرة قطاع غزة إلى وجهة أخرى كجزء من الصفقة.
لم يحدد التقرير تاريخاً دقيقاً لتقديم هذا المقترح، لكنه أكد أنه تم خلال فترة ولاية ترامب الرئاسية التي امتدت من عام 2017 إلى عام 2021. وتُعتبر هذه الفكرة انعكاساً لنهج ترامب الذي عُرف بمحاولاته إبرام صفقات جريئة وغير مألوفة في السياسة الخارجية، على غرار "صفقة القرن" التي طرحها لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
السياق وأهمية شبكة الأنفاق
يأتي الكشف عن هذا المقترح في وقت تتصدر فيه قضية أنفاق غزة المشهد العسكري والسياسي في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس. لطالما شكلت هذه الأنفاق، التي يُطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم "مترو غزة"، تحدياً استراتيجياً كبيراً لإسرائيل على مدى سنوات. فهي لا تُستخدم فقط للتنقل السري للمقاتلين وتخزين الأسلحة، بل تُعتبر أيضاً مراكز للقيادة والسيطرة ومواقع لإطلاق الصواريخ واحتجاز الرهائن. إن تفكيك هذه الشبكة المعقدة يُعد أحد الأهداف الرئيسية التي أعلنتها إسرائيل في عملياتها العسكرية الأخيرة في القطاع.
الرفض الإسرائيلي وغياب التأكيد الرسمي
بحسب المصدر الإعلامي الإسرائيلي ذاته، فإن هذه المبادرة لم تلقَ قبولاً لدى الجانب الإسرائيلي في ذلك الوقت. حيث أفاد التقرير بأن المؤسسة الأمنية في إسرائيل رفضت الفكرة، معتبرةً إياها غير قابلة للتطبيق وقد تمنح شرعية للحركة أو مكافأة لمقاتليها. لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من جانب إدارة ترامب أو من المسؤولين الإسرائيليين المذكورين في التقرير، سواء لتأكيد هذه المعلومات أو نفيها. هذا الغياب للتأكيد الرسمي يجعل القصة تندرج ضمن إطار التسريبات الإعلامية التي لم يتم التحقق من صحتها بشكل مستقل.
الدلالات في الوقت الراهن
على الرغم من أن المقترح يعود لسنوات مضت، فإن إعادة طرحه إعلامياً الآن تحمل دلالات مهمة. فهي تسلط الضوء على عمق وتعقيد معضلة الأنفاق التي واجهت الإدارات الأمريكية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وتكشف عن التفكير غير التقليدي الذي كان يُطرح خلف الأبواب المغلقة للتعامل معها. كما أن توقيت نشر التقرير قد يهدف إلى إثارة نقاش داخلي في إسرائيل حول الاستراتيجيات الممكنة للتعامل مع حماس، خاصة في ظل استمرار الحرب الحالية وما تفرضه من تحديات إنسانية وعسكرية وسياسية.





