حمد بن جاسم يصف قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية بـ'التطور المهم'
في تعليق بارز صدر في أواخر شهر أكتوبر من عام 2021، قدم رئيس وزراء قطر الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رؤيته بشأن قرار مجلس الأمن الدولي الجديد المتعلق بقضية الصحراء الغربية. عبر سلسلة من التغريدات على حسابه الرسمي، وصف الشيخ حمد القرار بأنه يمثل "تطوراً مهماً"، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة تفعيل جهود عربية جادة لإنهاء الخلاف التاريخي بين المغرب والجزائر حول هذه القضية الشائكة.

التفاصيل الرئيسية لتعليقات حمد بن جاسم
ركزت تصريحات رئيس الوزراء القطري الأسبق على عدة نقاط محورية، عكست تقييمه للمشهد السياسي الإقليمي والدولي. فقد أشار إلى أن القرار الأممي الأخير يحمل في طياته دلالات إيجابية قد تساهم في تحريك المياه الراكدة في هذا الملف الذي طال أمده. ويمكن تلخيص أبرز ما جاء في تعليقاته في النقاط التالية:
- دعم المقترح المغربي: أبرز الشيخ حمد أن القرار يدعم ضمنياً مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل واقعي ومستدام للنزاع، وهو ما اعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح.
 - دعوة للوساطة العربية: شدد على أهمية أن يكون هناك "سعي عربي جاد" لحل الخلاف بين البلدين الجارين، المغرب والجزائر، معتبراً أن استمرار النزاع يستنزف طاقات ومقدرات الطرفين ويعرقل مسيرة التكامل في المغرب العربي.
 - التأثير الاقتصادي والسياسي للنزاع: لفت الانتباه إلى التكاليف الباهظة التي تكبدها البلدان نتيجة هذا الصراع الطويل، سواء على الصعيد المادي أو السياسي، ودعا إلى تغليب منطق الحكمة والمصلحة المشتركة.
 - أمل في الحل السلمي: أعرب عن أمله في أن تسود لغة العقل بين الأشقاء لإنهاء هذا الخلاف الذي أثر سلباً على المنطقة بأكملها، بما يخدم مصالح شعوبها ويحقق الاستقرار الإقليمي.
 
خلفية قرار مجلس الأمن رقم 2602
جاءت تعليقات الشيخ حمد بن جاسم في أعقاب تبني مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2602 في 29 أكتوبر 2021. قضى هذا القرار بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لمدة عام آخر. لكن أهمية القرار لم تكن مقتصرة على التمديد الروتيني للبعثة، بل في اللغة التي استخدمها والصيغ التي اعتمدها، حيث أكد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي "واقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق".
وقد رحب القرار بالجهود "الجادة وذات المصداقية" التي يبذلها المغرب للمضي قدماً في العملية السياسية، في إشارة واضحة إلى مبادرة الحكم الذاتي. كما دعا جميع الأطراف، بما في ذلك المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة دون شروط مسبقة وبحسن نية. وقد تم اعتماد القرار بأغلبية 13 صوتاً، مع امتناع عضوين عن التصويت هما روسيا وتونس.
أهمية التصريح وسياقه الإقليمي
تكتسب تصريحات شخصية بحجم حمد بن جاسم، الذي لا يزال يتمتع بنفوذ وتأثير في الدوائر السياسية الخليجية والعربية، أهمية خاصة. فهي تعكس موقفاً خليجياً متنامياً يدعم الموقف المغربي في قضية الصحراء الغربية، ويعتبر مبادرة الحكم الذاتي أساساً منطقياً للتفاوض. أتت هذه التصريحات في سياق إقليمي متوتر، خاصة بعد أن أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021، مما أدى إلى تعميق الأزمة بين البلدين. وبالتالي، فإن دعوته إلى "مساعٍ عربية" كانت بمثابة نداء للبحث عن حلول داخل البيت العربي لتجاوز الخلافات البينية، بدلاً من تركها تتفاقم وتؤثر على الأمن الإقليمي.




