خبير استراتيجي عالمي يتوقع قفزة تاريخية للذهب نحو 10,000 دولار للأونصة
في تحول لافت في أوساط التحليلات المالية، برزت توقعات جريئة تشير إلى إمكانية وصول سعر أونصة الذهب إلى 10,000 دولار أمريكي، وهو رقم قياسي يتجاوز بكثير المستويات الحالية. هذه التوقعات، التي حظيت باهتمام واسع خلال الأشهر الأخيرة من عام 2023 ومطلع عام 2024، جاءت على لسان لاري ماكدونالد، الخبير الاستراتيجي ومؤسس منصة "The Bear Traps Report"، والذي كان يُعرف سابقًا بمنصبه كنائب رئيس في بنك ليمان براذرز. ويأتي هذا التحليل المتفائل في وقت يشهد فيه المعدن الأصفر أداءً قوياً بالفعل، محققاً مستويات تاريخية جديدة.
خلفية التحول في التوقعات
يُمثل هذا التوقع تحولاً مهماً في النظرة المستقبلية للذهب. فبعد فترة من التذبذب، بدأ الذهب مساراً صعودياً ملحوظاً، مدفوعاً بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. وتستند رؤية ماكدونالد الجديدة إلى تحليل معمق للظروف الراهنة التي تجعل من الذهب ملاذاً آمناً وأداة استثمارية جذابة بشكل متزايد، مما دفعه إلى تغيير موقفه السابق وتبني نظرة شديدة الإيجابية تجاه مستقبل المعدن الثمين.
الأسباب الرئيسية وراء التوقعات المتفائلة
حدد الخبراء عدة دوافع رئيسية يمكن أن تدفع أسعار الذهب نحو هذا الارتفاع التاريخي، وتتركز هذه العوامل في النقاط التالية:
- عمليات الشراء من البنوك المركزية: شهدت السنوات الأخيرة إقبالاً قياسياً من البنوك المركزية حول العالم، خاصة في الاقتصادات الناشئة، على زيادة احتياطياتها من الذهب. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من استراتيجية أوسع لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتنويع الأصول، مما يخلق طلباً قوياً ومستداماً على المعدن.
- تزايد المخاطر الجيوسياسية: أدت التوترات والنزاعات المستمرة في مناطق مختلفة من العالم إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق المالية. وفي مثل هذه الأوقات، يلجأ المستثمرون تاريخياً إلى الذهب باعتباره أصلاً آمناً قادراً على الحفاظ على قيمته.
- توقعات السياسة النقدية الأمريكية: تشير التوقعات إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يبدأ دورة من خفض أسعار الفائدة لمواجهة أي تباطؤ اقتصادي محتمل. إن خفض الفائدة يقلل من جاذبية السندات والدولار، مما يزيد من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً.
- تصاعد الدين الحكومي: يثير الارتفاع الكبير في مستويات الدين الحكومي، خاصة في الولايات المتحدة، مخاوف بشأن الاستقرار المالي على المدى الطويل وقيمة العملات الورقية، وهو ما يعزز دور الذهب كمخزن للقيمة.
السياق الأوسع لسوق الذهب
تأتي هذه التوقعات في وقت يسجل فيه الذهب بالفعل أداءً لافتاً، حيث تجاوز قممه التاريخية السابقة عدة مرات. ويرى العديد من المحللين أن الظروف الحالية، التي تجمع بين التضخم المستمر، والشكوك الاقتصادية، والتوترات الدولية، توفر بيئة مثالية لازدهار الذهب. وبينما يعتبر هدف 10,000 دولار من بين أكثر التوقعات تفاؤلاً في السوق، إلا أنه يعكس شعوراً متزايداً بأن دور الذهب في النظام المالي العالمي قد يشهد تغيراً هيكلياً خلال السنوات القادمة.





