رئيس الاستخبارات التركي ينضم لمفاوضات وقف إطلاق النار في شرم الشيخ
في تطور دبلوماسي لافت، شارك رئيس جهاز الاستخبارات الوطني التركي، إبراهيم قالن، يوم الأربعاء في جولة جديدة من المفاوضات التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية. تهدف هذه المحادثات إلى التوسط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتأمين صفقة لتبادل المحتجزين والأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك في إطار الجهود الدولية المستمرة لإنهاء الصراع.

خلفية المفاوضات والجهود الدبلوماسية
تأتي هذه الجولة كحلقة في سلسلة من المباحثات المكثفة التي تقودها كل من مصر وقطر، وبمشاركة نشطة من الولايات المتحدة، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين المتحاربين. وقد شهدت الأسابيع الماضية تقديم مقترحات متعددة ومناقشة تفاصيلها المعقدة في عواصم مختلفة. يرتكز الإطار العام المطروح حاليًا على خطة متعددة المراحل، تبدأ بهدنة إنسانية تسمح بالإفراج عن المحتجزين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في حجم المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان القطاع.
دور تركيا وأهمية مشاركتها
تُعد مشاركة تركيا على هذا المستوى الرفيع خطوة ذات دلالات هامة، بالنظر إلى علاقات أنقرة القوية مع القيادة السياسية لحركة حماس، وهو ما يمنحها قناة اتصال مباشرة قد تساهم في تذليل بعض العقبات. يُنظر إلى إيفاد إبراهيم قالن، وهو شخصية محورية في صنع السياسة الخارجية التركية ومقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، على أنه يعكس التزامًا تركيًا جادًا بالمساهمة في إيجاد حل للأزمة. تسعى تركيا من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز دورها كوسيط إقليمي فاعل، خاصة بعد مواقفها المنتقدة بشدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية ودعواتها المتكررة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار.
التحديات والتوقعات من الجولة الحالية
تنطلق محادثات شرم الشيخ وسط أجواء يمتزج فيها التفاؤل الحذر مع استمرار وجود خلافات جوهرية بين الجانبين. وبينما أبدت حركة حماس استعدادها لدراسة المقترح الأخير، لا تزال هناك نقاط عالقة رئيسية تتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتجاوزها. من أبرز هذه النقاط:
- إصرار حركة حماس على الحصول على ضمانات واضحة بوقف دائم للحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
- تحفظ إسرائيل على فكرة إنهاء الصراع بشكل كامل، وتأكيدها على أن أي اتفاق يجب أن يكون مرحليًا ويضمن تحقيق أهدافها العسكرية.
- الخلاف حول معايير وأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، لا سيما أولئك المتهمون بارتكاب هجمات خطيرة.
ويعلق المجتمع الدولي آمالاً كبيرة على هذه الجولة من المفاوضات، على أمل أن تتمكن الجهود المشتركة للوسطاء، بما في ذلك الدفعة الجديدة التي تقدمها المشاركة التركية، من تحقيق انفراجة تنهي الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وتمنع اتساع رقعة الصراع في المنطقة.




