يوشيمورا: المتحف المصري الكبير يتصدر وجهاتي عند زيارة مصر

أعرب عالم المصريات الياباني البارز، ساكوجي يوشيمورا، عن إعجابه الشديد بالمتحف المصري الكبير، مؤكداً أنه أصبح وجهته الأساسية والأولى عند كل زيارة له إلى مصر. جاءت هذه التصريحات التي نُقلت في أواخر عام 2023، لتعكس التحول الكبير في المشهد الثقافي والأثري المصري مع اقتراب الافتتاح الرسمي لهذا الصرح العالمي، وتبرز أهميته لدى كبار المتخصصين في العالم.

خلفية عن ساكوجي يوشيمورا وعلاقته بمصر

يُعد البروفيسور يوشيمورا واحداً من أبرز علماء المصريات على الساحة الدولية، ويشغل منصب رئيس جامعة واسيدا اليابانية. تمتد مسيرته الأكاديمية والبحثية في مصر لعقود طويلة، حيث قاد العديد من البعثات الأثرية اليابانية التي حققت اكتشافات هامة. من أبرز إنجازاته الكشف عن مركب خوفو الثاني بجوار الهرم الأكبر، وهو مشروع عكس عمق التعاون العلمي بين مصر واليابان. وبفضل إسهاماته، أصبح يوشيمورا شخصية مرموقة ومؤثرة في مجال علم المصريات، مما يمنح آراءه وزناً كبيراً في الأوساط الأكاديمية والثقافية العالمية.

قبل الانتهاء من تشييد المتحف الكبير، كان يوشيمورا، كغيره من المتخصصين والمهتمين بالآثار المصرية، يضع المتحف المصري بالتحرير على رأس قائمة زياراته. إلا أن تجربته في المتحف الجديد غيرت من هذا التقليد الراسخ، حيث أشاد بالتطور الهائل الذي يمثله المتحف الكبير على كافة المستويات.

أبعاد تصريحات يوشيمورا وأهميتها

خلال لقائه بمسؤولين مصريين، أشاد يوشيمورا بالتصميم المعماري المبتكر للمتحف وبأساليب العرض المتحفي الحديثة التي تبرز جمال القطع الأثرية وتحكي قصتها بأسلوب شيق. وركز بشكل خاص على قاعات عرض كنوز الملك توت عنخ آمون، والتي تعرض المجموعة الكاملة لآثاره لأول مرة في مكان واحد، واصفاً التجربة بأنها فريدة من نوعها. وتكمن أهمية هذه الشهادة في أنها تأتي من خبير عالمي قضى حياته في دراسة الحضارة المصرية، مما يعد بمثابة اعتراف دولي رفيع المستوى بنجاح المشروع حتى قبل افتتاحه الرسمي الكامل.

يمثل هذا التصريح أيضاً دلالة رمزية على انتقال مركز الثقل من المتحف القديم في التحرير، الذي خدم كحارس للتراث المصري لأكثر من قرن، إلى الصرح الجديد الذي صُمم ليكون نافذة مصر على المستقبل ومركزاً عالمياً للبحث والدراسات المصرية.

الدور الياباني في مشروع المتحف الكبير

لا يمكن فصل إشادة يوشيمورا عن سياق الدعم الياباني الكبير لمشروع المتحف. فقد لعبت اليابان دوراً محورياً في تحقيق هذا الحلم من خلال شراكة استراتيجية مع الحكومة المصرية. ويبرز هذا الدور في عدة جوانب رئيسية:

التمويل: قدمت الحكومة اليابانية عبر وكالة اليابان للتعاون الدولي (جايكا) قروضاً ميسرة ساهمت بشكل كبير في تمويل عمليات الإنشاء والتجهيز.
الخبرة الفنية: ساهم خبراء يابانيون في أحد أهم مكونات المشروع، وهو مركز الترميم الضخم الملحق بالمتحف، حيث قدموا خبراتهم في ترميم وصيانة القطع الأثرية الدقيقة.
التدريب وبناء القدرات: شمل التعاون برامج لتدريب الكوادر المصرية من المرممين والأثريين والإداريين على أحدث التقنيات والمعايير الدولية في إدارة المتاحف والحفاظ على الآثار.

لذلك، فإن تصريحات يوشيمورا لا تعكس رأياً شخصياً فحسب، بل هي أيضاً احتفاء بنجاح مشروع يمثل ذروة التعاون المصري الياباني في المجال الثقافي والأثري.

نظرة نحو المستقبل

في الوقت الذي يترقب فيه العالم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، تأتي مثل هذه الإشادات من شخصيات دولية بارزة لتعزز من مكانة المتحف كأيقونة ثقافية عالمية جديدة. إن تحول المتحف إلى الوجهة الأولى لخبراء مثل يوشيمورا هو مؤشر قوي على أنه سيصبح قبلة للباحثين والسياح والمهتمين بالحضارة المصرية من جميع أنحاء العالم، محققاً بذلك أهدافه في الحفاظ على التراث وتقديمه للأجيال القادمة بأسلوب يليق بعظمته.