طيران الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع في محيط مطار نيالا
في تطور ميداني جديد ضمن الصراع المستمر في السودان، شن سلاح الجو التابع للجيش السوداني غارات مكثفة استهدفت مواقع وتجمعات تابعة لقوات الدعم السريع في محيط مطار نيالا الدولي، عاصمة ولاية جنوب دارفور. تأتي هذه العمليات الجوية في سياق معارك عنيفة ومستمرة بين الطرفين للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية، التي تعد إحدى أكبر مدن إقليم دارفور ومركزاً اقتصادياً وعسكرياً مهماً.

خلفية الصراع في نيالا
منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، امتدت المواجهات بسرعة من العاصمة الخرطوم إلى مناطق أخرى، وكان إقليم دارفور مسرحاً لبعض أعنف المعارك. وتكتسب مدينة نيالا أهمية خاصة نظراً لموقعها الحيوي ولكونها معقلاً اجتماعياً وتاريخياً لقوات الدعم السريع. شهدت المدينة منذ بداية الحرب اشتباكات متقطعة تحولت إلى مواجهات شاملة بهدف السيطرة على المقار السيادية والعسكرية، وعلى رأسها قيادة الفرقة 16 مشاة التابعة للجيش والمطار الدولي.
يمثل القصف الجوي الأداة العسكرية الرئيسية التي يعتمد عليها الجيش السوداني للحفاظ على تفوقه، حيث يسعى من خلاله إلى إضعاف القدرات القتالية لقوات الدعم السريع التي تتميز بانتشارها الواسع وقدرتها على التحرك السريع على الأرض. وتهدف الغارات الأخيرة إلى منع قوات الدعم السريع من إحكام سيطرتها الكاملة على المطار والمناطق المحيطة به.
التطورات الأخيرة والأهمية الاستراتيجية
أفادت مصادر ميدانية بأن القصف الجوي الذي نُفذ خلال الأيام الأخيرة كان دقيقاً وركز على تجمعات ومخازن أسلحة وخطوط إمداد لقوات الدعم السريع. يسعى الجيش من خلال هذه الاستراتيجية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:
- قطع الإمدادات: منع وصول الدعم اللوجستي والعتاد العسكري إلى قوات الدعم السريع المنتشرة في المدينة، مما يحد من قدرتها على مواصلة القتال لفترات طويلة.
- تأمين المواقع العسكرية: حماية المقار العسكرية التابعة للجيش، وخصوصاً قيادة الفرقة 16 مشاة، التي تتعرض لهجمات متكررة من الدعم السريع.
- الحفاظ على ورقة ضغط: إبقاء السيطرة على المطار أو على الأقل حرمانه على الخصم يمثل ميزة استراتيجية، حيث إن المطار هو البوابة الجوية الرئيسية للمدينة ولولاية جنوب دارفور بأكملها.
من جانبها، تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة الكاملة على نيالا لتعزيز نفوذها في إقليم دارفور، الذي يعد عمقها الاستراتيجي، واستخدام المطار كنقطة انطلاق لعملياتها وتلقي الدعم.
التداعيات الإنسانية
أدت المعارك المستمرة في نيالا وحولها إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كارثي. أُجبر عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح من منازلهم، خاصة في الأحياء القريبة من مناطق الاشتباكات والمطار. وقد تسببت الغارات الجوية والقصف المدفعي المتبادل في سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير واسع في البنية التحتية والمنازل والمرافق الخدمية.
كما تعاني المدينة من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والخدمات الطبية، حيث توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل إما بسبب تعرضها للقصف أو لنقص الكوادر الطبية والمستلزمات. وقد حذرت منظمات إنسانية دولية ومحلية من أن الوضع في نيالا ينذر بكارثة وشيكة ما لم يتم فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وإجلاء المدنيين العالقين.




