ظهور لقطات جديدة ليحيى السنوار قبل مقتله يثير تفاعلاً واسعاً
أثار مقطع مصور جديد، نشرته هيئة البث الإسرائيلية في أواخر أكتوبر 2024، اهتماماً واسع النطاق وتحليلات مكثفة، حيث يظهر فيه قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، وهو يتجول داخل أحد الأنفاق قبل أشهر من مقتله. وجاء نشر الفيديو بعد أيام قليلة من تأكيد الجيش الإسرائيلي مقتل السنوار، مما أضاف بعداً جديداً للنقاش الدائر حول عمليات البحث عنه والشبكة المعقدة من الأنفاق تحت قطاع غزة.

تفاصيل المقطع المصور وسياقه الزمني
اللقطات، التي تم تأريخها في 10 فبراير 2024، تُظهر السنوار وهو يسير في نفق يُعتقد أنه يقع تحت مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وبحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، لم يكن السنوار بمفرده، بل كان برفقته شقيقه محمد السنوار وشخص آخر لم تُحدد هويته. تم الحصول على المقطع من كاميرا مراقبة استولت عليها القوات الإسرائيلية خلال عملياتها العسكرية في المنطقة في وقت سابق من العام.
ويكتسب الفيديو أهمية خاصة نظراً لأنه يقدم واحدة من آخر الصور المرئية المعروفة للسنوار على قيد الحياة، في وقت كانت فيه القوات الإسرائيلية تشن حملة مكثفة للبحث عنه، معتبرة إياه الهدف الأبرز في حربها ضد حماس بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023.
توقيت النشر ودلالاته
جاء بث المقطع المصور عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية في أعقاب الإعلان الرسمي عن مقتل يحيى السنوار في 17 أكتوبر 2024، بعد اشتباك في مدينة رفح. هذا التوقيت لم يكن عشوائياً، حيث فسره محللون على أنه جزء من استراتيجية إعلامية إسرائيلية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف:
- إظهار القدرة الاستخباراتية: سعت إسرائيل من خلال الفيديو إلى التأكيد على عمق اختراقها الأمني لشبكات حماس وقدرتها على تتبع قادتها حتى في معاقلهم تحت الأرض.
- بناء رواية النصر: يأتي نشر اللقطات في سياق محاولة ترسيخ صورة الانتصار بعد القضاء على الهدف رقم واحد، وإغلاق صفحة من الصراع استمرت لأشهر طويلة.
- الحرب النفسية: يرى البعض أن نشر الفيديو يهدف إلى التأثير على معنويات عناصر حماس وأنصارها، بإظهار أن قيادتهم كانت تحت المراقبة الدائمة.
ردود الفعل والتفاعلات
فور انتشار الفيديو، شهدت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والدولية موجة واسعة من التفاعلات. في الجانب الإسرائيلي، احتُفي باللقطات كدليل على نجاح العمل الاستخباراتي والعسكري. وفي المقابل، تباينت ردود الفعل في العالم العربي؛ فبينما رأى البعض في ظهور السنوار وهو يتنقل بحرية نسبية دليلاً على صموده لفترة طويلة في وجه المطاردة، شكك آخرون في نوايا إسرائيل من نشر المقطع في هذا التوقيت تحديداً.
من جهتهم، ركز المحللون الأمنيون على تحليل لغة جسد السنوار ومظهره في الفيديو، محاولين استنتاج حالته النفسية والظروف التي كان يعيشها خلال تلك الفترة. كما أثار المقطع تساؤلات حول ما إذا كانت هناك لقطات أخرى لم يتم الكشف عنها بعد، وما قد تحتويه من معلومات استخباراتية إضافية.
الأهمية في سياق الحرب
يمثل هذا الفيديو فصلاً ختامياً في قصة مطاردة يحيى السنوار، الذي اعتبرته إسرائيل العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر. كما يسلط الضوء مجدداً على الأهمية الاستراتيجية لشبكة الأنفاق في غزة، والتي شكلت تحدياً عسكرياً كبيراً للجيش الإسرائيلي طوال فترة الحرب. إن الكشف عن هذه اللقطات، حتى بعد انتهاء التهديد الذي كان يمثله السنوار، يؤكد أن الحرب الإعلامية والنفسية لا تزال مستمرة بين الطرفين، وأن كل معلومة أو صورة قديمة يمكن أن تتحول إلى أداة جديدة في هذا الصراع الممتد.





