قوات الدعم السريع تحكم سيطرتها على مدينة بارا بولاية شمال كردفان
في تطور ميداني بارز ضمن الصراع الدائر في السودان، تمكنت قوات الدعم السريع من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة بارا، وهي بلدة ذات أهمية إستراتيجية في ولاية شمال كردفان. جاء هذا التقدم في أوائل نوفمبر 2023، بعد انسحاب قوات الجيش السوداني من حاميتها العسكرية في المدينة، مما سمح لقوات الدعم السريع بالدخول والسيطرة عليها دون مقاومة كبيرة.

التطورات الميدانية وسقوط المدينة
سبق سقوط مدينة بارا هجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع على المواقع المحيطة بها، في إطار حملة عسكرية أوسع نطاقًا تهدف إلى السيطرة على مدن رئيسية في ولايتي كردفان ودارفور. ووفقًا لتقارير ميدانية وشهود عيان، فإن الحامية العسكرية التابعة للجيش السوداني في بارا اتخذت قرارًا بالانسحاب والتمركز في مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، التي تضم مقر قيادة الفرقة الخامسة مشاة (الهجانة)، وهي إحدى أكبر القواعد العسكرية للجيش في غرب البلاد. هذا الانسحاب التكتيكي فتح الطريق أمام قوات الدعم السريع لدخول المدينة وتأمينها بالكامل، لتضاف إلى قائمة المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة المركزية منذ بدء النزاع.
الأهمية الإستراتيجية لمدينة بارا
تكتسب السيطرة على مدينة بارا أهمية بالغة لكلا الطرفين المتحاربين، وذلك لعدة أسباب إستراتيجية وجغرافية، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الموقع الجغرافي: تقع بارا على طريق حيوي يربط بين مدينة الأبيض، العاصمة الإدارية والاقتصادية لشمال كردفان، والعاصمة الخرطوم، مما يجعلها نقطة تحكم رئيسية في حركة الإمدادات والبضائع.
- عزل مدينة الأبيض: من خلال السيطرة على بارا، تمكنت قوات الدعم السريع من إحكام الحصار على مدينة الأبيض وقطع أحد خطوط الإمداد الرئيسية عن قيادة الجيش هناك، مما يزيد الضغط العسكري عليها.
- تأمين خطوط الإمداد الخلفية: تساهم السيطرة على المدينة في تأمين طرق إمداد قوات الدعم السريع الممتدة من مناطق نفوذها في دارفور غربًا نحو العاصمة والولايات الوسطى.
التداعيات الإنسانية والأمنية
أدى سقوط المدينة في أيدي قوات الدعم السريع إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل. أفاد سكان محليون وتقارير إعلامية بوقوع أعمال نهب واسعة النطاق طالت الأسواق والمؤسسات الحكومية والمنازل بعد دخول القوات. كما تسببت الأحداث في موجة نزوح جديدة للمدنيين الذين فروا من المدينة خوفًا على سلامتهم، متجهين إلى مناطق أكثر أمانًا، مما زاد من أعباء المخيمات والمجتمعات المضيفة. وقد أدى انقطاع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية إلى تعقيد حياة السكان المتبقين، وسط تحذيرات من منظمات إغاثية من كارثة إنسانية وشيكة في المنطقة.
السياق العام للصراع
يأتي هذا التطور في إطار الحرب المستمرة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والتي اندلعت في أبريل 2023. بعد فشل السيطرة السريعة على الخرطوم، وسّعت قوات الدعم السريع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل مناطق واسعة في غرب السودان، محققة مكاسب ميدانية مهمة في ولايات دارفور وكردفان. وتعتبر السيطرة على بارا جزءًا من إستراتيجية تهدف إلى إضعاف الجيش عبر السيطرة على طرق الإمداد وعزل قواعده العسكرية الرئيسية تمهيدًا لمهاجمتها أو إجبارها على الاستسلام.




