كيف تنجح حيلة حماس وتنجو من الفخ؟
في تطور سياسي لافت، كشف رد حركة حماس الأخير على مقترح للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن استراتيجية حذرة ووعي سياسي عميق لطبيعة الصراع الراهن، وذلك وفقًا لتحليلات مراقبين مطلعين على الشأن الفلسطيني الإسرائيلي. المقترح، الذي كان يهدف ظاهريًا إلى تحقيق تهدئة أو وقف لإطلاق النار في المنطقة، اعتبرته حماس "فخًا" يهدف إلى تقويض مصالحها ووضعها السياسي على المدى الطويل. يأتي هذا الرد في سياق جهود أميركية مكثفة سابقة للدفع بخطط سلام إقليمية، مثل "صفقة القرن"، التي غالبًا ما واجهت رفضًا فلسطينيًا قاطعًا بسبب اعتبارها منحازة لإسرائيل ولا تلبي الحد الأدنى من المطالب الوطنية الفلسطينية.
المصادر المطلعة على تفاصيل رد حماس، والذي صدر مؤخرًا (في 15 أكتوبر 2025 كمثال زمني)، تشير إلى أن الحركة تعتقد أن المقترح، وإن بدا وكأنه يقدم حلاً إنسانيًا أو ينهي العمليات العسكرية، يحتوي على بنود خفية من شأنها أن تفرض واقعًا سياسيًا غير مواتٍ. هذه البنود، بحسب فهم حماس وبعض المحللين، قد تتضمن شروطًا تهدف إلى شرعنة إجراءات إسرائيلية معينة في الضفة الغربية والقدس، أو تهميش الدور الفلسطيني في مفاوضات مستقبلية حول قضايا الوضع النهائي. كما يرى خبراء أن هذه "الحيلة" قد تسعى إلى دفع حماس نحو قبول تسويات لا تتوافق مع مبادئها الأساسية أو تضعها في موقف حرج أمام قواعدها الشعبية.
تكمن أهمية هذا التطور في أنه يسلط الضوء على التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة والطرق التي تتفاعل بها الأطراف الفاعلة مع المبادرات الدولية. رد حماس، الذي جاء عبر بيان رسمي تفصيلي، يُعد مؤشرًا على تصميم الحركة على عدم القبول بأي شروط ترى أنها تمثل تصفية للقضية الفلسطينية أو فرضًا لتنازلات كبيرة دون تحقيق مكاسب جوهرية للشعب الفلسطيني. هذه المواقف تؤثر بشكل مباشر على فرص أي تسوية مستقبلية وتبرز التحديات الكبيرة أمام أي جهود دبلوماسية جادة تهدف إلى تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.






