مايك بنس يعرب عن تفاؤله بصمود اتفاق غزة ويؤكد عدم وجود جدول زمني لنزع سلاح حماس
في أعقاب وقف إطلاق النار الهش الذي أنهى الصراع الدامي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في مايو 2021، أدلى نائب الرئيس الأمريكي السابق، مايك بنس، بتصريحات تعكس نظرة متفائلة حذرة تجاه استمرارية الاتفاق، لكنه أقر في الوقت ذاته بواقع معقد يتمثل في عدم وجود أي جدول زمني وشيك لتجريد حركة حماس من سلاحها. جاءت هذه التصريحات لتقدم رؤية للواقع السياسي والعسكري على الأرض، مسلطة الضوء على التحديات الجوهرية التي تواجه أي محاولة لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

خلفية: اتفاق وقف إطلاق النار في مايو 2021
اندلع الصراع في مايو 2021 واستمر لمدة 11 يومًا، وشهد جولات عنيفة من القصف الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة وإطلاق صواريخ من قبل حركة حماس وفصائل أخرى باتجاه المدن الإسرائيلية. أسفرت المواجهات عن مقتل مئات الفلسطينيين، بينهم عشرات الأطفال والنساء، وخلفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية والمنازل في غزة، بينما قُتل أكثر من عشرة أشخاص في إسرائيل. وبفضل جهود دبلوماسية مكثفة قادتها مصر، وبدعم من الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 21 مايو 2021. كان الهدف الأساسي للاتفاق هو وقف العنف فورًا والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع المحاصر.
تفاصيل تصريحات بنس ونظرته للوضع
في تصريحاته التي تلت دخول الهدنة حيز التنفيذ، عبر بنس عن تفاؤله بأن وقف إطلاق النار يمكن أن يصمد، مشيرًا إلى أن الضغط الدولي والرقابة قد يسهمان في الحفاظ على الهدوء النسبي. ومع ذلك، كان الجانب الأكثر أهمية في حديثه هو إقراره الصريح بأن مسألة نزع سلاح حماس لم تكن جزءًا من شروط الاتفاق الفوري. وأوضح أن هذا الهدف، الذي تعتبره كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ضروريًا لتحقيق أمن طويل الأمد، يظل قضية مؤجلة دون وجود خطة عمل واضحة أو إطار زمني لتنفيذها في المستقبل القريب. تعكس هذه النظرة فهمًا براغماتيًا بأن وقف العنف كان الأولوية القصوى، بينما تتطلب القضايا الأكثر تعقيدًا، مثل ترسانة حماس العسكرية، مسارًا سياسيًا طويلًا وصعبًا.
المواقف الدولية والإقليمية
جاءت تصريحات بنس، كشخصية بارزة في الحزب الجمهوري، لتقدم منظورًا يختلف نسبيًا عن نهج إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية. ركزت إدارة بايدن في ذلك الوقت على عدة أولويات:
- تثبيت وقف إطلاق النار ومنع تجدد العنف.
- تقديم مساعدات إنسانية عاجلة وإعادة إعمار غزة.
- العمل دبلوماسيًا مع الشركاء الإقليميين، وخاصة مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، لضمان استقرار الوضع.
في المقابل، أكدت الحكومة الإسرائيلية آنذاك، بقيادة بنيامين نتنياهو، أن الهدنة لا تعني تغييرًا في سياستها تجاه حماس، وأنها تحتفظ بحق الرد بقوة على أي هجوم مستقبلي. أما حركة حماس، فقد اعتبرت صمودها في وجه الهجمات الإسرائيلية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار بمثابة "انتصار"، مما عزز من موقفها السياسي داخل الساحة الفلسطينية. هذه المواقف المتباينة أظهرت أن الاتفاق لم يكن سوى هدنة مؤقتة لإدارة الصراع وليس حلاً لجذوره.
الأهمية والسياق الأوسع
تبرز أهمية تصريحات بنس في أنها تلخص المعضلة الأساسية التي تواجه عملية السلام في الشرق الأوسط. فغالبًا ما تنجح الجهود الدبلوماسية في وقف جولات العنف، لكنها تفشل في معالجة القضايا الجوهرية التي تسببه. قضية سلاح الفصائل في غزة، وعلى رأسها حماس، تعد العائق الأكبر أمام أي تسوية سياسية مستقبلية أو قيام دولة فلسطينية مستقرة. إن الإشارة إلى غياب جدول زمني لنزع السلاح ليست مجرد ملاحظة عابرة، بل هي اعتراف بأن المجتمع الدولي يتعامل مع الأزمات بشكل تكتيكي قصير المدى، مع تأجيل المواجهة مع التحديات الاستراتيجية الكبرى التي تضمن استمرار دورات العنف في المستقبل.



