متحف شرم الشيخ يضيء على "بريق الفضة": فن المعادن الثمينة عبر العصور
افتُتح مؤخرًا في متحف شرم الشيخ، وتحديدًا في قاعة الحضارات، معرض أثري مؤقت يحمل عنوان "بريق الفضة.. فن متجدد عبر العصور". يستمر هذا المعرض لمدة ستة أشهر، ويقدم لزواره فرصة استكشاف تطور فنون استخدام الفضة في مصر عبر مختلف العصور التاريخية، من خلال مجموعة متميزة تضم أكثر من 80 قطعة أثرية نادرة، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من العملات الأثرية.

الأهمية التاريخية للفضة في مصر
تتمتع الفضة بمكانة خاصة في الحضارة المصرية القديمة وما تلاها من عصور، وإن كانت أقل وفرة من الذهب. فقد استخدمت كرمز للثراء والجمال، وتجاوز دورها مجرد الزينة لتشمل جوانب حياتية واقتصادية ودينية متعددة. يعرض المعرض كيف تطورت حرفة صياغة الفضة وأساليب استخدامها بدءًا من العصور الفرعونية، مرورًا بالفترة الرومانية والقبطية، وصولًا إلى العصر الإسلامي. توثق القطع المعروضة هذا التطور المستمر، مبرزة كيف استطاع الفنان المصري القديم والمعاصر تحويل هذا المعدن الثمين إلى أعمال فنية خالدة تعكس رؤى كل فترة زمنية.
رحلة عبر فنون الفضة
يقدم معرض "بريق الفضة" رحلة بصرية وثقافية فريدة من نوعها. من بين المعروضات، يمكن للزوار مشاهدة:
- المجوهرات والحلي: قطع فضية فاخرة تتضمن قلائد، أساور، خواتم، وأقراط، تُظهر دقة الحرفية وتنوع الأساليب الفنية عبر العصور.
- الأواني والأدوات: أدوات فضية استخدمت في الحياة اليومية أو في الطقوس الدينية، مما يعكس الجانب الوظيفي والجمالي للفضة.
- العملات الأثرية: مجموعة واسعة من العملات الفضية التي تعود إلى فترات حكم مختلفة، وتُعد بمثابة سجل تاريخي واقتصادي يوثق القوة الشرائية والقيم الفنية للنقوش والطوابع.
- العناصر الزخرفية: قطع فنية تحمل نقوشًا وزخارف تعبر عن السمات الثقافية والحضارية لكل عصر.
تُعرض هذه القطع في سياق متكامل داخل قاعة الحضارات، مما يتيح للزوار فهمًا أعمق لكيفية تأثير الفضة في حياة المصريين وثقافتهم عبر آلاف السنين.
الأثر الثقافي والسياحي
يهدف هذا المعرض إلى تحقيق عدة أهداف ثقافية وسياحية. على الصعيد الثقافي، يقدم المعرض قيمة تعليمية كبيرة للجمهور، حيث يثري معرفتهم بتاريخ الفن والاقتصاد في مصر، ويعزز تقديرهم للتراث الحضاري للبلاد. كما يسلط الضوء على جهود وزارة السياحة والآثار في حفظ وعرض هذه الكنوز. أما على الصعيد السياحي، فيُعد المعرض إضافة نوعية للمقاصد السياحية في شرم الشيخ، ويساهم في جذب المزيد من الزوار المهتمين بالسياحة الثقافية والأثرية، مما يعزز مكانة المدينة كوجهة تجمع بين الجمال الطبيعي والثراء التاريخي. يُبرز المعرض كذلك قدرة الفن على التجدد والاستمرارية، مقدمًا نظرة شاملة لـفن الفضة كحرفة وكتعبير فني لم يتوقف عن التطور عبر العصور.




