مسؤول عسكري إسرائيلي يحذر القوات في غزة: الخطر ما زال قائماً رغم الهدنة
في تصريحات صدرت مؤخراً، وجه مسؤول رفيع في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تحذيراً واضحاً للقوات المنتشرة في محيط قطاع غزة، مؤكداً على ضرورة عدم التراخي أو الوقوع في شعور زائف بالأمان في أعقاب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية. وشدد المصدر على أن القدرات العسكرية للخصوم في القطاع، وعلى رأسهم حركة حماس، قد تكون تضررت ولكنها لم تُستأصل بالكامل، وأن التهديد بحدوث جولة جديدة من التصعيد لا يزال قائماً.

خلفية التوتر والهدنة الهشة
يأتي هذا التحذير في أعقاب جولة عنيفة من القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، والتي شهدت تبادلاً كثيفاً لإطلاق الصواريخ من القطاع وغارات جوية إسرائيلية استهدفت بنى تحتية ومواقع عسكرية. وبعد جهود دبلوماسية إقليمية ودولية مكثفة، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف إلى إنهاء الأعمال العدائية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وعلى الرغم من أن الهدنة لا تزال صامدة بشكل عام، إلا أنها توصف بالهشة نظراً لغياب حل سياسي جذري للقضايا الأساسية للصراع.
تاريخياً، غالباً ما كانت اتفاقيات وقف إطلاق النار بمثابة فترات هدوء مؤقتة تستغلها الأطراف لإعادة تقييم مواقفها وإعادة بناء قدراتها العسكرية. وتنظر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى هذه الفترات بحذر شديد، خشية أن تستغلها الفصائل في غزة لتهريب الأسلحة، أو تطوير قدراتها الصاروخية، أو التخطيط لهجمات مستقبلية.
تفاصيل التحذير العسكري وأبعاده
ركزت الرسالة الموجهة إلى القوات على عدة نقاط جوهرية تهدف إلى الحفاظ على أعلى مستويات الجاهزية العملياتية. وأوضح المسؤول العسكري أن الهدوء الحالي على الجبهة لا يعكس بالضرورة تغييراً استراتيجياً في نوايا الفصائل الفلسطينية، بل قد يكون تكتيكاً لكسب الوقت. وأشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية تفيد باستمرار محاولات إعادة التسلح والتنظيم داخل القطاع.
وقد تضمنت التعليمات للقادة الميدانيين ما يلي:
- الحفاظ على اليقظة القصوى: دعوة للجنود على الحدود بمواصلة مراقبة الأوضاع عن كثب وعدم اعتبار وقف إطلاق النار نهاية للتهديدات الأمنية.
- مواصلة جمع المعلومات: التأكيد على أهمية استمرار الأنشطة الاستخباراتية لرصد أي تحركات غير اعتيادية أو استعدادات قد تشير إلى نية لخرق الهدنة.
- الاستعداد لرد سريع: ضرورة أن تكون القوات مستعدة للرد بشكل فوري وحاسم على أي استفزاز أو هجوم، وذلك لمنع تدهور الوضع الأمني.
الأهمية والدلالات السياسية
يحمل هذا التحذير دلالات مهمة تتجاوز الجانب العسكري. فعلى الصعيد الداخلي، يهدف إلى إدارة توقعات الجمهور الإسرائيلي والجنود على حد سواء، ومنع انتشار حالة من الرضا قد تكون خطيرة. كما أنه يعكس تقييم القيادة العسكرية بأن الصراع مع الفصائل في غزة هو صراع طويل الأمد وممتد، وأن الحلول العسكرية وحدها غير كافية لتحقيق هدوء مستدام.
أما على الصعيد الخارجي، فيمكن اعتبار هذا التحذير رسالة غير مباشرة إلى حركة حماس وبقية الفصائل، مفادها أن الجيش الإسرائيلي لا يزال في حالة تأهب وأنه لن يتسامح مع أي محاولة لاستغلال الهدنة لتعزيز القدرات العسكرية بطريقة تهدد أمن إسرائيل. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تجري مفاوضات غير مباشرة حول تثبيت التهدئة وتخفيف الحصار عن غزة، مما يجعل أي خطوة محسوبة بعناية لتجنب إشعال الموقف مجدداً.





