معضلة "الخط الأصفر" في رفح: تحديات ميدانية تعرقل تقدم الجيش الإسرائيلي
أفادت تقارير إعلامية عبرية خلال الأيام الأخيرة بأن الجيش الإسرائيلي يواجه معضلة تكتيكية معقدة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث يجد صعوبة في التعامل مع عشرات من مقاتلي حركة حماس المتحصنين في شبكة أنفاق واسعة خلف خط عسكري داخلي يُعرف بـ "الخط الأصفر". يكشف هذا الوضع عن التحديات الكبيرة التي تواجهها القوات الإسرائيلية في حرب الأنفاق والقتال في بيئة حضرية مكتظة.
خلفية العملية العسكرية في رفح
تأتي هذه التطورات في سياق العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في رفح، والتي بدأت في شهر مايو الماضي بهدف معلن وهو تفكيك ما تبقى من كتائب تابعة لـ كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وتدمير شبكة الأنفاق التي تستخدمها الحركة للقيادة والتحكم والعمليات القتالية. وتعتبر حرب الأنفاق أحد أكبر التحديات التي واجهت إسرائيل طوال فترة الصراع، حيث توفر هذه الشبكات المعقدة ميزة تكتيكية للمقاتلين الفلسطينيين وتجعل استهدافهم أمراً بالغ الصعوبة والخطورة.
تفاصيل معضلة "الخط الأصفر"
بحسب ما تم تداوله، فإن "الخط الأصفر" هو مصطلح يشير إلى خط ترسيم عملياتي حدده الجيش الإسرائيلي بنفسه داخل رفح. ويبدو أن عشرات المقاتلين يتمركزون في أنفاق تقع خلف هذا الخط، مما يضع القوات الإسرائيلية أمام خيارين صعبين. الخيار الأول هو محاولة التقدم وتطهير هذه الأنفاق، وهو ما قد يؤدي إلى اشتباكات عنيفة من مسافات قريبة في ممرات ضيقة ومفخخة، مما يرفع من احتمالية وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجنود. أما الخيار الثاني، فهو تطويق المنطقة وعزلها، وهو ما يترك جيوب مقاومة نشطة قد تشكل تهديداً مستمراً وتعيق إعلان السيطرة الكاملة على المنطقة.
- التحدي التكتيكي: صعوبة القتال في الأنفاق التي لا يمكن للمعدات العسكرية الثقيلة الوصول إليها.
- المخاطر الكامنة: وجود كمائن وعبوات ناسفة مصممة لإلحاق أكبر قدر من الضرر بالقوات المتقدمة.
- المعضلة الاستراتيجية: عدم القدرة على تحقيق هدف "القضاء على حماس" بشكل كامل مع بقاء هذه الجيوب النشطة.
الأبعاد والتداعيات الميدانية
تُظهر هذه الصعوبات الميدانية الفجوة بين الأهداف السياسية المعلنة والواقع العسكري المعقد على الأرض. فبينما تسعى القيادة الإسرائيلية لتحقيق نصر حاسم، يثبت المقاتلون قدرتهم على التكيف واستغلال طبيعة الأرض والأنفاق لإطالة أمد المواجهة. إن وجود مقاتلين عالقين ومستعدين للقتال في هذه الأنفاق يمثل استنزافاً مستمراً للقوات الإسرائيلية، ويفرض عليها تخصيص موارد كبيرة لمجرد احتواء التهديد دون حسمه بشكل نهائي.
أهمية الخبر ودلالاته
تكمن أهمية هذه المعلومات، التي مصدرها وسائل إعلام إسرائيلية، في أنها تعكس اعترافاً داخلياً بحجم التحديات التي يواجهها الجيش. وهي تقدم صورة أكثر واقعية عن سير العمليات في رفح، بعيداً عن التصريحات الرسمية التي غالباً ما تركز على الإنجازات. كما يسلط هذا الوضع الضوء على أن التفوق العسكري والتقني لا يضمن بالضرورة تحقيق انتصار سهل أو سريع في حرب المدن غير المتكافئة، خاصة عند مواجهة خصم يعتمد على تكتيكات قتالية غير تقليدية كحرب الأنفاق.





