تصاعد التوتر في غزة: استشهاد 3 فلسطينيين برفح وسيطرة إسرائيلية على محور فيلادلفيا
شهد جنوب قطاع غزة يوم الاثنين تصعيدًا ميدانيًا ملحوظًا، حيث أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين جراء استهدافات إسرائيلية في مدينة رفح، بالتزامن مع إحكام الجيش الإسرائيلي سيطرته الكاملة على محور فيلادلفيا الاستراتيجي على طول الحدود مع مصر. تأتي هذه التطورات في سياق العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في رفح، والتي أثارت قلقًا دوليًا واسعًا بشأن تداعياتها الإنسانية.

التطورات الميدانية في رفح وخان يونس
أفاد مجمع ناصر الطبي في خان يونس باستقبال جثامين ثلاثة شهداء فلسطينيين، قضوا بنيران القوات الإسرائيلية في منطقة شمال مدينة رفح. وفي حادثة منفصلة، أُصيب مواطن فلسطيني آخر بجروح نتيجة قصف من طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت بلدة بني سهيلا، الواقعة شرقي مدينة خان يونس. تعكس هذه الأحداث استمرار العمليات العسكرية في المناطق الجنوبية من القطاع، والتي تشهد قصفًا مدفعيًا وجويًا مكثفًا، بالإضافة إلى اشتباكات متفرقة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة.
السيطرة على محور فيلادلفيا وأبعاده الاستراتيجية
يُعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن سيطرته العملياتية الكاملة على محور فيلادلفيا تطورًا استراتيجيًا بارزًا في مسار الصراع. يمتد هذا المحور، المعروف أيضًا باسم "محور صلاح الدين"، على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر لمسافة تبلغ حوالي 14 كيلومترًا، من البحر الأبيض المتوسط شمالًا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا.
تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا المحور في كونه:
- الحدود البرية الوحيدة لقطاع غزة مع دولة غير إسرائيل، مما يجعله شريانًا حيويًا محتملاً ومنفذًا للعالم الخارجي.
 - منطقة عازلة بموجب اتفاقية كامب ديفيد، وكان من المفترض أن تكون تحت سيطرة أمنية محدودة.
 - هدفًا رئيسيًا لإسرائيل التي تزعم استخدامه لتهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى داخل القطاع.
 
سيطرة الجيش الإسرائيلي على المحور تعني عزل قطاع غزة بالكامل بريًا وبحريًا، وقطع أي اتصال جغرافي مباشر بين غزة ومصر، وهو ما يثير مخاوف جدية لدى القاهرة بشأن الأمن القومي المصري وانتهاك الاتفاقيات الموقعة.
السياق العام للعملية العسكرية في رفح
تأتي هذه الأحداث ضمن العملية العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش الإسرائيلي في رفح في أوائل شهر مايو 2024، على الرغم من التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية، حيث كانت المدينة تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني. الهدف المعلن للعملية هو القضاء على ما تصفه إسرائيل بآخر معاقل حركة حماس وتدمير شبكة الأنفاق في المنطقة. وقد أدت العملية إلى موجات نزوح جديدة وتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل انهيار المنظومة الصحية وشح المساعدات.
التداعيات الإنسانية والسياسية
تتزايد المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية في جنوب القطاع مع إغلاق معبر رفح، المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات وخروج الجرحى، وفرض السيطرة على محور فيلادلفيا. وقد حذرت منظمات إغاثية ودولية من أن هذه الإجراءات تفاقم من خطر المجاعة وتزيد من صعوبة وصول المساعدات الحيوية إلى السكان. على الصعيد السياسي، يمثل التحكم في المحور نقطة خلاف رئيسية بين إسرائيل ومصر، وقد يؤدي إلى تصعيد التوتر الدبلوماسي بين البلدين، مما يعقد جهود الوساطة الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع.




