مقترح وقف إطلاق النار في غزة: تفاصيل الخطة والمراحل الرئيسية
في خطوة دبلوماسية بارزة تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر في قطاع غزة، تم الكشف عن مقترح جديد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، والذي قدمته الولايات المتحدة بناءً على إطار عمل إسرائيلي. أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر شهر مايو 2024 عن الخطوط العريضة لهذه الخطة، التي تتألف من ثلاث مراحل مترابطة تهدف إلى تحقيق هدوء دائم وإعادة إعمار القطاع المدمر.

تفاصيل المقترح متعدد المراحل
تستند المبادرة الجديدة على خارطة طريق شاملة، تم تصميمها ليتم تنفيذها بشكل تدريجي لضمان بناء الثقة والالتزام من قبل الطرفين. وتنقسم الخطة إلى المراحل التالية:
- المرحلة الأولى: تبدأ بوقف فوري وشامل لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع. خلال هذه الفترة، من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة. بالتزامن مع ذلك، يتم إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين، وتحديداً النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. كما تتضمن هذه المرحلة عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال غزة وزيادة كبيرة في حجم المساعدات الإنسانية لتصل إلى 600 شاحنة يومياً.
- المرحلة الثانية: بعد نجاح المرحلة الأولى، تبدأ مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لإنهاء دائم للأعمال العدائية. تشمل هذه المرحلة إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور، مقابل إطلاق سراح عدد إضافي من الأسرى الفلسطينيين. وتتضمن هذه المرحلة أيضاً الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
- المرحلة الثالثة: تركز هذه المرحلة الأخيرة على المستقبل طويل الأمد للقطاع، حيث تبدأ خطة إعادة إعمار كبرى لغزة بدعم دولي وإقليمي. كما يتم خلالها إعادة رفات الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا إلى عائلاتهم.
خلفية المبادرة وسياقها
يأتي هذا المقترح في أعقاب أشهر من الحرب المدمرة التي بدأت بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. أدت الحرب إلى أزمة إنسانية كارثية في غزة، مع دمار واسع النطاق ونزوح معظم سكان القطاع. وقد جرت جولات عديدة من المفاوضات غير المباشرة بوساطة دولية، قادتها بشكل رئيسي مصر وقطر والولايات المتحدة، لكنها لم تنجح في التوصل إلى اتفاق مستدام. وقد وُصف هذا المقترح الأخير بأنه الأكثر شمولاً وجدية حتى الآن، حيث حظي بدعم دولي واسع النطاق، بما في ذلك قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو الطرفين إلى قبوله وتنفيذه دون تأخير.
ردود الفعل والتحديات القائمة
تباينت ردود الفعل على المقترح. رحبت حركة حماس مبدئياً بالخطوط العريضة التي أعلنها الرئيس بايدن، لكنها شددت على ضرورة الحصول على ضمانات واضحة وصريحة بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل، وهي نقاط لم تكن واضحة بشكل كافٍ في النص الرسمي المقدم. أما على الجانب الإسرائيلي، فقد كانت هناك تصريحات متضاربة. بينما أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الحرب لن تنتهي دون تحقيق أهدافها المتمثلة في القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية، واجه ضغوطاً شديدة من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين هددوا بإسقاط الحكومة إذا تم قبول الصفقة. وفي المقابل، حظي المقترح بدعم من المعارضة الإسرائيلية وعائلات الرهائن الذين يطالبون بإعادة ذويهم بأي ثمن. يبقى التحدي الأكبر هو التغلب على فجوة الثقة العميقة بين الطرفين وضمان التزام كل منهما ببنود الاتفاق في حال التوصل إليه.





