نجل مروان البرغوثي يتهم حراساً إسرائيليين بالاعتداء على والده بالضرب حتى فقد الوعي
في أواخر شهر نوفمبر 2023، أثار قسام البرغوثي، نجل القيادي الفلسطيني البارز المسجون مروان البرغوثي، قلقاً واسعاً بعد أن كشف عن تعرض والده لاعتداء جسدي شديد على يد حراس إسرائيليين. ووفقاً لتصريحاته التي نقلتها وسائل إعلام دولية، فإن الحادثة المزعومة وقعت في شهر سبتمبر 2023، حيث تعرض البرغوثي للضرب المبرح أثناء نقله بين السجون، مما أدى إلى فقدانه للوعي. وقد استند قسام في معلوماته إلى شهادات أسرى فلسطينيين أُطلق سراحهم مؤخراً ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تمت خلال الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس.

تفاصيل الحادثة المزعومة
بحسب الرواية التي قدمها نجل البرغوثي، فإن الاعتداء وقع خلال عملية نقل والده من سجن "هداريم" إلى سجن آخر. وأفادت الشهادات التي نقلها أسرى محررون كانوا بمعيته، أن الحراس قاموا بضربه بعنف على رأسه وصدره، واستمر الاعتداء حتى سقط فاقداً للوعي. وأضافت التقارير أن البرغوثي، بعد هذه الحادثة، نُقل إلى العزل الانفرادي في سجن "ريمونيم"، مما زاد من مخاوف عائلته وهيئة الدفاع عنه بشأن سلامته وانقطاع أخباره.
وتأتي هذه الادعاءات في سياق تدهور عام في أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر. حيث أفادت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية بفرض مصلحة السجون الإسرائيلية إجراءات عقابية مشددة، شملت سحب مقتنيات شخصية، وتقليص كميات الطعام والماء، ومنع زيارات الأهالي والمحامين، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة الاعتداءات الجسدية.
خلفية عن مروان البرغوثي وأهميته السياسية
يُعتبر مروان البرغوثي (64 عاماً) واحداً من أبرز الشخصيات السياسية الفلسطينية وأكثرها شعبية. وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح" ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني. اعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، وحكمت عليه عام 2004 بالسجن لخمسة مؤبدات وأربعين عاماً بتهم تشمل المسؤولية عن هجمات أدت إلى مقتل إسرائيليين، وهي تهم نفاها البرغوثي مؤكداً على أن دوره كان سياسياً.
على الرغم من قضائه أكثر من عقدين في السجن، لا يزال البرغوثي يتمتع بنفوذ سياسي كبير ويُنظر إليه على نطاق واسع كرمز للوحدة الوطنية. وغالباً ما يُطلق عليه لقب "مانديلا فلسطين"، وتُظهِر استطلاعات الرأي باستمرار أنه المرشح الأوفر حظاً للفوز في أي انتخابات رئاسية فلسطينية مستقبلية. مكانته هذه جعلت اسمه يتردد باستمرار في كل جولات مفاوضات تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
- رمز للوحدة: يُنظر إليه كشخصية قادرة على توحيد الفصائل الفلسطينية المتنافسة، بما في ذلك حركتي "فتح" و"حماس".
- شعبية جارفة: يحظى بدعم واسع في الشارع الفلسطيني وبين مختلف الأجيال.
- مرشح رئاسي: يُعتبر المنافس الأبرز في أي سباق رئاسي محتمل لخلافة الرئيس محمود عباس.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
أثارت الأنباء عن الاعتداء المزعوم على البرغوثي ردود فعل غاضبة من قبل شخصيات ومنظمات فلسطينية. وقد عبرت عائلته عن قلقها البالغ على حياته، محملة السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامته. كما طالب نادي الأسير الفلسطيني ومنظمات حقوقية أخرى بضرورة تدخل الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الدولية لزيارة البرغوثي والاطمئنان على وضعه الصحي والتحقيق في هذه الادعاءات.
من جانبها، لم تصدر مصلحة السجون الإسرائيلية تعليقاً رسمياً مفصلاً يؤكد أو ينفي هذه الواقعة تحديداً، وهو ما يتماشى مع سياستها المعتادة بعدم التعليق على أوضاع السجناء الأفراد. إلا أن هذه الادعاءات تسلط الضوء مجدداً على ملف الأسرى الفلسطينيين الذي يُعد أحد أكثر القضايا حساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
تكمن أهمية هذه القضية في أن أي مساس بحياة البرغوثي قد تكون له تداعيات خطيرة، قد تصل إلى إشعال موجة من التوتر في الأراضي الفلسطينية. كما أن توقيت الكشف عن هذه المعلومات، بالتزامن مع مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، يضع قضيته في صلب الاهتمام الإعلامي والسياسي، وربما يؤثر على مسار أي مفاوضات مستقبلية قد تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام العالية.





