فدوى البرغوثي تناشد ترامب التدخل للإفراج عن زوجها الأسير مروان
في تحرك لافت لتسليط الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين، وجهت السيدة فدوى البرغوثي، زوجة القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب. جاءت هذه المناشدة في مايو 2017، بالتزامن مع إضراب جماعي عن الطعام قاده زوجها في السجون الإسرائيلية، وقبيل الزيارة الرسمية الأولى لترامب إلى المنطقة، بهدف حث الإدارة الأمريكية على لعب دور في إنهاء معاناة الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم.

خلفية التحرك وسياقه
يُعد مروان البرغوثي أحد أبرز القادة الفلسطينيين وأكثرهم شعبية، حيث يرى فيه الكثيرون رمزاً للنضال الوطني وشخصية قادرة على توحيد الصف الفلسطيني. اعتقلته القوات الإسرائيلية في عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بخمسة أحكام بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 40 عاماً، بتهم تشمل المسؤولية عن هجمات أدت إلى مقتل إسرائيليين. ورغم قضائه أكثر من عقدين في السجن، لا يزال اسمه مطروحاً بقوة كخليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
جاءت الرسالة في وقت حرج، حيث كان زوجها يقود "إضراب الحرية والكرامة" الذي شارك فيه أكثر من 1500 أسير فلسطيني. كان الإضراب، الذي بدأ في 17 أبريل 2017، يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية في السجون، والتي وصفها الأسرى بأنها قاسية وغير إنسانية. شملت المطالب الرئيسية إنهاء سياسة العزل الانفرادي، ووقف الإهمال الطبي، وزيادة مدة وعدد الزيارات العائلية، والسماح بإجراء مكالمات هاتفية مع ذويهم.
محتوى الرسالة الموجهة إلى ترامب
في رسالتها، التي نُشرت في وسائل إعلام دولية لضمان وصولها إلى أوسع نطاق، خاطبت فدوى البرغوثي الرئيس ترامب ليس فقط كزوجة تطالب بحرية زوجها، بل أيضاً كناشطة سياسية تدافع عن قضية عادلة. وقد ركزت على عدة نقاط جوهرية:
- الدعوة للتدخل الإنساني: حثت ترامب على إثارة قضية الأسرى الفلسطينيين وظروفهم مع المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته، مؤكدة أنها قضية حقوق إنسان تتجاوز السياسة.
- تأكيد الطابع السلمي للإضراب: شددت على أن الإضراب عن الطعام هو وسيلة احتجاج سلمية للفت الانتباه إلى مطالب مشروعة يكفلها القانون الدولي الإنساني.
- تقديم البرغوثي كشريك للسلام: صورت زوجها على أنه قائد سياسي مؤمن بحل الدولتين وقادر على قيادة شعبه نحو سلام دائم، مشيرة إلى أن حريته ضرورية لتحقيق هذا الهدف.
- مناشدة "صانع الصفقات": خاطبت ترامب بصفته رجل أعمال ورئيس يسعى لعقد "الصفقة النهائية"، واقترحت أن أي صفقة سلام حقيقية يجب أن تشمل حرية آلاف الأسرى الفلسطينيين.
الأهمية السياسية والسياق الدولي
اكتسبت الرسالة أهميتها من توقيتها الدقيق، حيث سعت إلى وضع قضية الأسرى على جدول أعمال الإدارة الأمريكية الجديدة التي كانت تبدي اهتماماً بإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. كان الهدف هو استغلال الزخم الإعلامي المصاحب لزيارة ترامب والضغط الدولي المتزايد مع دخول الإضراب عن الطعام أسبوعه الرابع، وهي مرحلة خطيرة على صحة المضربين. لقد كانت محاولة لتحويل القضية من ملف أمني إسرائيلي داخلي إلى قضية سياسية وإنسانية دولية تستدعي التدخل.
النتائج والتطورات اللاحقة
على الرغم من الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به الرسالة، لم يصدر أي رد فعل علني أو رسمي من إدارة ترامب على هذه المناشدة. وفي نهاية مايو 2017، وبعد 40 يوماً من بدئه، تم تعليق الإضراب بعد مفاوضات بين قيادة الأسرى وإدارة السجون الإسرائيلية، أفضت إلى تلبية بعض المطالب المتعلقة بزيارات الأهالي. إلا أن مروان البرغوثي ظل في السجن، وبقيت قضيته وقضية الأسرى بشكل عام عنصراً محورياً في المشهد السياسي الفلسطيني.





