الخارجية الأمريكية تنفي علمها بمساعي ترامب للإفراج عن البرغوثي
أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية موقفها من الأنباء المتداولة حول احتمالية تدخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قضية القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية. وفي تصريحات حديثة، أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تملك أي معلومات تشير إلى وجود نية أو مساعٍ من هذا القبيل، نافياً بذلك الشائعات التي أثيرت في بعض الدوائر الإعلامية والسياسية.
التصريح الرسمي وموقعه
جاء توضيح الخارجية الأمريكية على لسان الوزير بلينكن خلال حديثه في مركز التنسيق الأمريكي الإسرائيلي، حيث رد على سؤال مباشر حول ما إذا كان ترامب قد يبادر، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة، إلى التوسط للإفراج عن البرغوثي كجزء من صفقة سياسية أوسع. وكان رد بلينكن قاطعاً وموجزاً، حيث أفاد بأنه لا توجد لدى وزارته أي معلومات تؤكد هذه الفرضية، وهو ما يمثل الموقف الرسمي للإدارة الحالية الذي ينأى بنفسه عن التكهنات المتعلقة بسياسات الإدارات المستقبلية أو الشخصيات السياسية خارج الحكم.
من هو مروان البرغوثي؟
يُعد مروان البرغوثي (مواليد 1959) أحد أبرز الشخصيات السياسية الفلسطينية وعضواً باللجنة المركزية لحركة "فتح". اعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بخمسة أحكام بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 40 عاماً، بتهم تشمل القتل والشروع فيه وتأسيس خلايا مسلحة. ورغم وجوده في السجن منذ أكثر من عقدين، لا يزال البرغوثي يحظى بشعبية واسعة في الشارع الفلسطيني، وتصفه استطلاعات الرأي باستمرار بأنه الشخصية الأوفر حظاً للفوز في أي انتخابات رئاسية فلسطينية محتملة، ويُنظر إليه كشخصية قادرة على توحيد الفصائل الفلسطينية المختلفة.
سياق الخبر وأهميته
تكتسب هذه القضية أهميتها من النقاشات الدائرة حول "اليوم التالي" للحرب في غزة ومستقبل القيادة الفلسطينية. يُطرح اسم البرغوثي بشكل متكرر كبديل محتمل للسلطة الفلسطينية الحالية، حيث يرى محللون أنه قد يكون الشخصية الوحيدة القادرة على إضفاء الشرعية على أي ترتيبات سياسية جديدة وتحقيق مصالحة وطنية شاملة. وترتبط الشائعات حول تدخل ترامب المحتمل بطبيعة سياساته غير التقليدية وسعيه لإبرام ما يصفه بـ "صفقات كبرى"، كما فعل سابقاً في ملفات أخرى بالشرق الأوسط.
- الدور المحتمل للبرغوثي: يُنظر إليه كقائد قادر على رأب الصدع بين حركتي فتح وحماس.
- الموقف الإسرائيلي: ترفض إسرائيل بشكل قاطع فكرة الإفراج عن البرغوثي، وتعتبره مسؤولاً عن مقتل إسرائيليين.
- الأهمية السياسية: أي تحرك للإفراج عنه سيمثل تغييراً جذرياً في المشهد السياسي الفلسطيني والإقليمي، ويتطلب ضغوطاً دولية هائلة على إسرائيل.
في الختام، وبينما يضع تصريح الخارجية الأمريكية حداً مؤقتاً للتكهنات المباشرة، فإنه يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية التي لا تزال شخصية مروان البرغوثي تمثلها في أي نقاش جاد حول مستقبل القضية الفلسطينية وحل الدولتين.





