هجمات مستوطنين في الضفة الغربية تستهدف مزارعين وصحفيين فلسطينيين
شهدت الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وتحديداً في المناطق القريبة من مدينة نابلس، موجة جديدة من الهجمات التي نفذها مستوطنون إسرائيليون. استهدفت هذه الاعتداءات، التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، مزارعين فلسطينيين كانوا يعملون في أراضيهم خلال موسم قطف الزيتون، بالإضافة إلى صحفيين ونشطاء كانوا حاضرين لتوثيق الأحداث. تأتي هذه الحوادث في سياق تصاعد ملحوظ في وتيرة عنف المستوطنين، والذي وثقته منظمات حقوقية دولية ومحلية.
تفاصيل الاعتداءات الأخيرة
تركزت الهجمات في قرى جنوب نابلس، وهي منطقة تشهد احتكاكاً مستمراً بين السكان الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية المجاورة. وبحسب شهادات من الموقع، فإن مجموعات من المستوطنين، بعضهم كان ملثماً، هاجمت المزارعين أثناء عملهم في حقول الزيتون. استخدم المهاجمون الحجارة والعصي، وقاموا بإتلاف أشجار الزيتون التي تُعد مصدر رزق أساسياً لآلاف العائلات الفلسطينية. لم تقتصر الاعتداءات على المزارعين فقط، بل طالت أيضاً الصحفيين الذين كانوا يغطون بدء موسم الحصاد، حيث تعرض بعضهم للمضايقة الجسدية ومحاولات لمنعهم من التصوير، كما تضررت معدات بعضهم.
- الموقع: قرى جنوب نابلس، بما في ذلك مناطق قريبة من قرية بورين.
- الأهداف: مزارعون فلسطينيون، نشطاء متضامنون، وصحفيون محليون ودوليون.
- طبيعة الهجوم: رشق بالحجارة، اعتداء بالعصي، تخريب ممتلكات زراعية، ومضايقة للطواقم الإعلامية.
- النتائج الأولية: تسجيل عدد من الإصابات بين الفلسطينيين، وأضرار مادية لحقت بالمحاصيل والمعدات الصحفية.
خلفية التوترات: موسم قطف الزيتون
يُعتبر موسم قطف الزيتون، الذي يمتد عادة بين شهري أكتوبر ونوفمبر، حدثاً اقتصادياً وثقافياً مهماً للفلسطينيين. إلا أنه في الوقت نفسه، أصبح مناسبة سنوية لتصاعد التوترات والاعتداءات من قبل المستوطنين. تقع العديد من بساتين الزيتون الفلسطينية في مناطق مصنفة كـ "المنطقة ج" حسب اتفاقيات أوسلو، والتي تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية كاملة، أو بالقرب من المستوطنات. هذا الوضع الجغرافي يجعل المزارعين الفلسطينيين عرضة للهجمات بشكل متكرر، حيث يواجهون صعوبات في الوصول إلى أراضيهم ويحتاجون أحياناً إلى تنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وهو تنسيق لا يضمن سلامتهم دائماً.
سياق أوسع من العنف المتصاعد
تندرج هذه الحوادث ضمن نمط أوسع من العنف الذي يمارسه المستوطنون، والذي شهد تصاعداً حاداً خلال العامين الماضيين. تشير بيانات صادرة عن منظمات مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إلى زيادة كبيرة في عدد الهجمات التي ينفذها المستوطنون وتؤدي إلى وقوع إصابات بين الفلسطينيين أو إلحاق أضرار بممتلكاتهم. تنتقد منظمات حقوق الإنسان، مثل بتسيلم الإسرائيلية، ما تصفه بـ "تقاعس" السلطات الإسرائيلية عن تطبيق القانون على المستوطنين المهاجمين، مما يخلق بيئة من الإفلات من العقاب تشجع على تكرار مثل هذه الاعتداءات. وغالباً ما يتم إغلاق ملفات التحقيق في هذه الهجمات دون توجيه اتهامات.
ردود الفعل والتداعيات
أدانت السلطة الفلسطينية الهجمات ووصفتها بأنها "إرهاب منظم" يهدف إلى ترهيب المزارعين وتهجيرهم من أراضيهم لصالح التوسع الاستيطاني. كما دعت المجتمع الدولي إلى توفير حماية عاجلة للشعب الفلسطيني. على الجانب الآخر، عادةً ما يصرح الجيش الإسرائيلي بأنه يعمل على فض الاشتباكات والتحقيق في ملابسات الحوادث، إلا أن الفلسطينيين والنشطاء يشيرون إلى أن تدخل الجيش غالباً ما يكون متأخراً أو منحازاً لحماية المستوطنين. إن استهداف الصحفيين يثير قلقاً إضافياً بشأن حرية الصحافة والقدرة على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، حيث يُعتبر وجود الإعلام رادعاً مهماً للعنف.





