وزارة التعليم العالي تدعم البحث العلمي وتوجهه نحو تحديات المجتمع والصناعة عبر نداءين بحثيين من هيئة تمويل العلوم، وتطلق تعاونًا تكنولوجيًا مصريًا-إسبانيًا بتمويل 150 ألف يورو
في خطوة استراتيجية نحو تعزيز منظومة البحث العلمي وتطويرها، أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على الأهمية البالغة التي توليها الوزارة لدعم المشروعات البحثية التطبيقية. تهدف هذه المشروعات إلى إحداث رابط وثيق بين مخرجات البحث العلمي واحتياجات القطاع الصناعي، مما يسهم بشكل مباشر في دفع عجلة الابتكار وتسهيل نقل التكنولوجيا. يأتي هذا التوجه في سياق رؤية أوسع تضع التعاون الدولي كركيزة أساسية لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وتحقيق التنمية المستدامة.

خلفية وأهمية المبادرة
تدرك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدور المحوري الذي يلعبه البحث التطبيقي في مواجهة التحديات الوطنية والدولية. ففي ظل التطورات المتسارعة والتحديات المعقدة، من الضروري توجيه الجهود البحثية نحو إيجاد حلول عملية ومبتكرة تخدم المجتمع وتدعم القطاعات الاقتصادية الحيوية. هذا التوجه لا يقتصر على مجرد إنتاج المعرفة، بل يمتد ليشمل تحويل هذه المعرفة إلى منتجات وخدمات وحلول تكنولوجية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، مما يعزز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
مبادرات رئيسية لتعزيز البحث العلمي
لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، أطلقت هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا، وهي ذراع رئيسي للوزارة في دعم البحث العلمي، نداءين بحثيين جديدين. صُممت هذه النداءات لتوجيه الباحثين نحو مجالات حيوية تعالج تحديات المجتمع الملحة وترتبط بشكل مباشر بمتطلبات الصناعة. وتهدف هذه الدعوات إلى:
- تشجيع البحوث التي تقدم حلولاً مبتكرة للتحديات المجتمعية في مجالات مثل الصحة، البيئة، المياه، الطاقة، والأمن الغذائي.
- تحفيز الشراكات بين المؤسسات البحثية والقطاع الصناعي لتطوير تقنيات ومنتجات جديدة تلبي احتياجات السوق المحلية والعالمية.
- تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الباحثين والعلماء.
إلى جانب هذه النداءات البحثية المحلية، تعزز الوزارة جهودها من خلال برامج التعاون الدولي. وفي هذا الإطار، أُعلن مؤخرًا عن برنامج للتعاون التكنولوجي المشترك بين مصر وإسبانيا. يهدف هذا البرنامج إلى فتح آفاق جديدة للتبادل المعرفي والخبرات التكنولوجية بين البلدين. ويصل التمويل المخصص لهذا البرنامج إلى 150 ألف يورو، مما يوفر فرصة للباحثين والمؤسسات للاشتراك في مشاريع بحثية وتطويرية مشتركة، لا سيما في القطاعات التي تتمتع فيها إسبانيا بخبرات متقدمة، مثل الطاقة المتجددة، الزراعة الذكية، والتصنيع المتقدم.
الأثر الاستراتيجي والآفاق المستقبلية
تتكامل هذه المبادرات ضمن رؤية أوسع تهدف إلى وضع مصر في مصاف الدول الرائدة في مجال البحث العلمي والابتكار. من خلال ربط البحث العلمي بالصناعة وتحديات المجتمع، تسعى الوزارة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية:
- دعم الاقتصاد الوطني: من خلال تطوير صناعات قائمة وخلق صناعات جديدة ذات قيمة مضافة عالية، مما يعزز التنافسية الاقتصادية لمصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
- معالجة القضايا المجتمعية: توفير حلول مستدامة لمشكلات حيوية تؤثر على جودة حياة المواطنين.
- بناء القدرات البحثية: تطوير مهارات الباحثين والارتقاء بمستوى البنية التحتية البحثية في الجامعات والمراكز البحثية.
- توسيع الشراكات الدولية: تعزيز مكانة مصر كشريك موثوق به في المجتمع العلمي العالمي، وجذب المزيد من الاستثمارات والتعاون في مجالات البحث والتطوير.
يعكس هذا التوجه التزام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الراسخ بدعم الابتكار والتميز العلمي، مؤكدة على أن الاستثمار في البحث والتطوير هو حجر الزاوية لتحقيق التقدم والازدهار لمصر وشعبها في المستقبل.





