وزارة الشباب والرياضة تدشن مبادرة "قدوة- تك" لتعزيز تمكين المرأة عبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
في خطوة استراتيجية نحو تعزيز دور المرأة في المجتمع الرقمي، أعلنت وزارة الشباب والرياضة، في الثالث من أكتوبر 2024، عن إطلاق مبادرة نوعية تحت اسم "قدوة- تك". تهدف هذه المبادرة إلى تمكين المرأة المصرية، لاسيما الشابات، من خلال تزويدهن بالمهارات الرقمية الأساسية والمتقدمة، وتمكينهن من دخول سوق العمل الرقمي وريادة الأعمال التكنولوجية. وتأتي هذه المبادرة في إطار التزام الوزارة بدعم أجندة التنمية الوطنية الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز الشمول الرقمي.
الخلفية والأهداف الاستراتيجية
تدرك الحكومة المصرية أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كرافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعلى الرغم من التقدم المحرز، لا يزال هناك تحدٍ يتمثل في الفجوة الرقمية بين الجنسين، وكذلك محدودية تمثيل المرأة في قطاعات التكنولوجيا والعلوم والهندسة والرياضيات (STEM). تسعى مبادرة "قدوة- تك" لمعالجة هذه التحديات بشكل مباشر، مستلهمة اسمها من مفهوم "القدوة"، لترسيخ فكرة أن المرأة يمكن أن تكون رائدة ومُلهِمة في مجالات التكنولوجيا.
تتمحور الأهداف الرئيسية للمبادرة حول عدة محاور:
- سد الفجوة الرقمية: تزويد النساء والفتيات بالمعرفة والمهارات اللازمة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفعالية.
- تعزيز فرص العمل: تأهيل النساء لدخول سوق العمل المتغير، وخاصة في الوظائف التي تعتمد على التكنولوجيا الرقمية.
- دعم ريادة الأعمال: تشجيع النساء على تأسيس وتطوير مشاريعهن الخاصة في المجال الرقمي، من خلال التدريب والتوجيه.
- بناء القدرات القيادية: تنمية جيل من القائدات والمبتكرات في قطاع التكنولوجيا، ليصبحن قدوات للأجيال القادمة.
- تعزيز الوعي: رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة في التحول الرقمي والتنمية المستدامة.
تفاصيل المبادرة ومراحل التنفيذ
صُممت مبادرة "قدوة- تك" لتكون شاملة ومتعددة المستويات، لتلبية احتياجات مختلف الشرائح العمرية والتعليمية من النساء. تتضمن المبادرة برامج تدريبية مكثفة تغطي مجموعة واسعة من المهارات الرقمية، بدءًا من محو الأمية الرقمية الأساسية وصولاً إلى المهارات المتقدمة في مجالات مثل البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتسويق الرقمي، وتحليل البيانات.
من المخطط أن تُنفذ المبادرة على مراحل متعددة، تبدأ ببرامج تجريبية في عدد من المحافظات، مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجًا والريفية لضمان أوسع نطاق للوصول. كما ستشمل المبادرة جوانب أساسية مثل:
- برامج تدريبية متخصصة: تقديم دورات عملية ونظرية مصممة خصيصًا لتتناسب مع احتياجات سوق العمل وتطلعات المشاركات.
- التوجيه والإرشاد (Mentorship): ربط المشاركات بخبيرات ورائدات في قطاع التكنولوجيا لتقديم الدعم والتوجيه المهني والشخصي.
- ورش عمل في ريادة الأعمال الرقمية: تعليم أساسيات إنشاء الشركات الناشئة، وتطوير المنتجات الرقمية، والتسويق الإلكتروني.
- توفير منصات للتعلم عن بعد: لضمان استمرارية الوصول للمواد التدريبية والمرونة في التعلم.
- شراكات استراتيجية: التعاون مع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكبرى ومنظمات المجتمع المدني لتقديم الخبرات والدعم اللوجستي وفرص التوظيف.
الأهمية والتطلعات المستقبلية
تمثل مبادرة "قدوة- تك" خطوة محورية نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المرأة في العصر الرقمي. من المتوقع أن تسهم المبادرة بشكل كبير في تمكين آلاف النساء اقتصاديًا واجتماعيًا، مما يؤدي إلى زيادة مساهمتهن في الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص عمل جديدة. كما ستعمل على تغيير الصورة النمطية عن دور المرأة في التكنولوجيا، وتقديم نماذج ناجحة تلهم الأجيال القادمة.
تتطلع وزارة الشباب والرياضة إلى أن تصبح مبادرة "قدوة- تك" نموذجًا يحتذى به في المنطقة، وأن تساهم في بناء مجتمع رقمي أكثر شمولاً وعدالة، حيث تتمتع كل امرأة بالفرصة الكاملة لتنمية إمكاناتها والمشاركة بفعالية في مسيرة التنمية الشاملة. ويُعَد هذا الاستثمار في رأس المال البشري للمرأة استثمارًا في مستقبل الأمة بأسرها، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة العالمية.





