وفاة الشاب عبدالله السيد بطل إنقاذ "سيدة فيصل" متأثراً بإصابته البالغة
في نهاية مأساوية لقصة بطولية هزت الشارع المصري، أُعلن عن وفاة الشاب عبدالله السيد، البالغ من العمر 23 عاماً، بعد صراع دام لعدة أيام داخل غرفة العناية المركزة. وتُوفي عبدالله متأثراً بالإصابات البالغة التي لحقت به إثر سقوطه من الطابق الثالث أثناء محاولته إنقاذ سيدة مسنة حاصرتها النيران داخل شقتها في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة خلال أوائل شهر يونيو 2024.

خلفية الحادثة وعملية الإنقاذ البطولية
بدأت القصة عندما اندلع حريق في إحدى الشقق السكنية بالطابق الثالث بأحد عقارات منطقة فيصل. تصاعد الدخان واللهب بشكل سريع، بينما كانت سيدة مسنة محاصرة بالداخل وتستغيث لإنقاذها. في تلك اللحظة، لم يتردد الشاب عبدالله السيد، الذي كان متواجداً في الشارع بالصدفة، في التدخل لإنقاذها.
في مشهد وصفه شهود العيان بالبطولي، قام عبدالله بتسلق واجهة المبنى مستعيناً بمواسير الغاز ومكيفات الهواء للوصول إلى شرفة شقة السيدة المحاصرة. وبالفعل، نجح في الوصول إليها وبدأ في محاولة إخراجها من الشقة المشتعلة، في وقت كانت فيه قوات الحماية المدنية لم تصل بعد إلى موقع الحادث.
السقوط المأساوي والمعركة من أجل الحياة
أثناء عملية الإنقاذ المعقدة والخطيرة، وبعد أن طمأن السيدة وأمسك بها تمهيداً لإنزالها، اختل توازنه ليسقط من الطابق الثالث على الأرض بشكل عنيف. أدى السقوط إلى إصابته بجروح خطيرة وفورية، من بينها كسر في الجمجمة ونزيف داخلي حاد، بالإضافة إلى كسور متفرقة في جسده.
تم نقل عبدالله على الفور إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث أُدخل مباشرة إلى قسم العناية المركزة. وقد أظهرت الفحوصات الطبية أن حالته كانت بالغة الخطورة، حيث دخل في غيبوبة تامة نتيجة لإصابات الرأس الشديدة. وعلى الرغم من محاولات الفريق الطبي لإنقاذ حياته، استمرت حالته في التدهور.
التفاصيل الطبية والساعات الأخيرة
كشفت التقارير الطبية عن توقف وظائف المخ لدى الشاب عبدالله، وهو ما يُعرف طبياً بالموت الدماغي، نتيجة للنزيف الحاد والتلف الذي لحق بالدماغ. ظل قلبه ينبض بمساعدة الأجهزة الطبية الداعمة لعدة أيام، قبل أن يتوقف القلب بشكل كامل، ليعلن الأطباء وفاته رسمياً.
عقب إعلان الوفاة، باشرت النيابة العامة في منطقة بولاق الدكرور التحقيقات في الواقعة، وأمرت بالتصريح بدفن جثمانه بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة، وتسليمه إلى ذويه وسط حالة من الحزن الشديد التي خيمت على أسرته وأصدقائه وأبناء منطقته.
الأصداء وتكريم البطل الراحل
تحولت قصة عبدالله السيد إلى أيقونة للتضحية والشجاعة على منصات التواصل الاجتماعي في مصر. وأطلق عليه المستخدمون لقب "بطل فيصل" و"شهيد الشهامة"، مشيدين بموقفه الإنساني النبيل الذي كلفه حياته. وتحولت صفحاته الشخصية إلى دفتر عزاء، حيث عبر الآلاف عن حزنهم ودعواتهم له بالرحمة والمغفرة.
أثارت قصته تساؤلات حول أهمية تكريم مثل هذه النماذج البطولية في المجتمع، والدعوة إلى دعم أسرهم. ويُذكر أن السيدة المسنة التي أنقذها عبدالله قد نجت من الحريق بفضل تضحيته، مما جعل من موقفه عملاً بطولياً مكتمل الأركان ترك أثراً عميقاً في وجدان الكثيرين.





